السؤال :
السلام عليكم .
في كثير من الأوقات يشغل ذهني التفكير في الشهوات ، وعندما أحاول عدم التفكير فيها أشعر بالهمّ والحزن والملل والاكتئاب .
ما الحل ؟
وهل هذا سببه الشياطين والجن ؟
وأنا أيضاً لا أجد لذة في الطاعة لماذا ؟
هل يمكن أن أروّح عن نفسي بدون الشهوات ؟
أرجو إفادتي.
الجواب
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما الشعور بالهمّ والاكتئاب فهذا شعور طبيعي لأن المعصية ليس فيها إلا همّ وغمّ .
فإن طمأنينة الـنَّـفْس وانشراح الصدر وراحة القلب إنما تكون بطاعة الله وبِذِكره .
قال تعالى : ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .
وقال تعالى عن المعصية والإعراض عن طاعته وذِكره : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) .
وهذا في الدنيا على قول كثير من المفسِّرين .
قال ابن عطيّة : والضنك النكد الشاقّ من العيش أو المنازل أو مواطن الحرب ونحو هذا . اهـ .
وسبق بيان شيء من هذا في هذا مقال بعنوان :
حقيقة سعادة الكفار .... كيف ؟ وهل هم سعداء ؟؟
وهو هنا :
وأما الحلّ
فهو في إشغال النفس بالحق ، فإن النفس إذا لم تُشغل بالحق شَغَلَتْ بالباطل .
وحافِظ على الأذكار
واقرأ القرآن ، فإنه كفيل بإزالة الهمّ والغمّ .
وحافظ على الصلوات ، فإنها قُرّة عين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وأما لذّة الطاعة فإنها لا تُوجد إلا بعد مُجاهدة ، ولذلك قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .
وكان بعض السلف يقول : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذّذت به بقية عُمري .
فإن المسلم لا يزال في مجاهدة مع عدوّه الذي يُريد أن يصدّه عن سبيل الله وعن طاعة مولاه ، ليزجّ به في نار جهنم .
قال تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) .
والحياة الطيبة وراحة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصّدر في طاعة الله .
قال تبارك وتعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) وهذا في الدنيا ، وأما في الآخرة : ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
فالحياة الطيبة بطاعة رب العالمين .
وسبقت الإشارة إلى هذا في مقال بعنوان :
الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ
وهو هنا :
وأما الترويح عن النفس ففي ما أباح الله غُنية وكِفاية عمّا حرّم الله .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقّـاً .
وكان يُمازِح أصحابه رضي الله عنهم .
ويُمازِح أهله
وللإنسان أن يُروِّح عن نفسه ما لم يرتكب مُحرّما ، أو يؤدّي ذلك إلى تفويت فريضة .
والله تعالى أعلم .