اخنى المبدعه
إذا دخلتى أي مكتبة متخصصة في الكتب الأجنبية.. ستجدى أن هناك قسما كبيرا, كتب عليه أنه مخصص لكتب الـ
(self help) أو (personal development)في حين أنكى إذا دخلت أي مكتبة متخصصة في الكتب العربية.. ستجد أن قسم التنمية الذاتية أو تطوير الشخصية غالبا غير موجود أصلا.. و إن وجدتيه , فنادرا ما ستجدىكتابا جيدا لمؤلف عربي
اعتدنا أن تكون الكتب أدبية أو تاريخية أو نقدية أو سياسية.. لكننا لم نعتد أن تحدثنا الكتب عن كيفية تطوير حياتنا
عناوين غريبة قد تطالعها إذا تأملت أغلفة هذه الكتب.. فستجدى كتبا تحدثك عن تحديد الأهداف و تحقيقها أو مهارات التواصل أو التفكير الإبداعي أو مهارات القيادة أو كيفية كسب الأصدقاء أو القضاء على التوتر
فلا يمكن أبدا تجاهل دونالد ترامب الملياردير الأمريكي المعروف حين يؤلف كتابا يتحدث فيه عن النجاح المالي.. أو رودلف جولياني عمدة نيويورك المحبوب حين يؤلف كتابا عن مهارات القيادة
نقترب أكثر من هذا العالم.. لتعرف معا ما الموضوع بالضبط*******
SELF-HELP
نحن نتعلم في المدرسة الحساب و اللغات و العلوم.. إلا أننا لا نتعلم كيف نستفيد من كل هذا حين نتخرج ! في المدرسة و الجامعة لا نتعلم مهارات إدارة الوقت أو التفاوض أو كسب الأصدقاء.. و نتركها للظروف .. على الرغم من كونها من أهم مهارات الحياة العملية
لذلك تحرص الجامعات الأجنبية على توفير دورات تهتم بما يسمى
(
soft skills)
و التي تدرس مهارات التواصل أو تنظيم الوقت و التفاوض ..
فطريقة: قبعات التفكير الست – لدي بونو.. تستخدم بفعالية في إدارة الإجتماعات. و أسلوبه: التفكير الجانبي.. يستخدم في إيجاد أفكار جديدة إبداعية.. و التنويم الإيحائي يعتبر من أهم الطرق المستخدمة في الإقلاع عن التدخين
*******
NLP
لو بحثتى عن هذه الحروف في جوجل, ستحصلى على 14,100,000 نتيجة بالتمام و الكمال
هل سمعتى من قبل عن الـ
(NLP)
هذه الحروف هي اختصار مصطلح
(Neuro-linguistic programming) أو البرمجة اللغوية العصبيةهذا المصطلح , هو اسم التقنية التي تعتبر الأب الروحي لمعظم علوم التنمية البشرية في زمننا هذا
فكل من يتكلم عن التواصل أو تطوير الشخصية أو يمارس التنويم الإيحائي.. لابد أن يكون قد درس البرمجة اللغوية العصبية بتعمق
و كانت الفكرة وقتها بسيطة للغايةالناس الناجحين.. لو عرفنا هم بيتكلموا ازاي.. و بيتحركوا ازاي.. و بيفكروا ازاي.. و خلينا واحد فاشل يعمل الحاجات دي زيهم بالضبط.. هل هاينجح؟
وجدوا إن الإجابة العجيبة هي: أيوه هاينجحكما أنها الـ
(NLP)
أداة قوية في علاج بعض حالات الفوبيا.. مما جعل بعض مدربي البرمجة اللغوية العصبية يستعرضون هذه القدرة في التلفاز لإبهار المشاهدين
بعض المحللين النفسيين يستخدمونها.. كما تستخدم في الاستجواب لمعرفة ما إذا كان الشخص يكذب أم لا..و تستخدم في التسويق و الإدارة و في مجال الدعاية و الإعلان
كما أنها تستخدم في جعلك تحقق أهدافك.. و جعل حياتك أكثر سعادة
*******
البرمجة اللغوية العصبية هوجمت بشدة من قبل الكثيرين.. في رأيي الشخصي هي لم تصل إلى حد الكمال طبعا و من الطبيعي أن يكون بها بعض القصور.. كما أنها ليست التقنية الوحيدة, لكنها الأكثر شهرة
هناك تقنيات أخرى مثل
التنويم الإيحائي
HYPNISISاليوجاyoga
و التأملmeditation
طريقة سيلفا للتحكم العقليsilva mind control
الجشتالتgestalt therapy
كلها أساليب تستخدم في الغرب كي تساعد المرء على الإسترخاء.. أو التحكم في مشاعره .. أو التركيز على أهدافه..و تحسين حياته..أو حتى في العلاج النفسي
*******
القاعدة الأساسية
الفكرة التي تجمع هذه الأساليب كلها هي فكرة أن: تغيير العالم ..يبدأ من داخلنافالسعادة أو الشقاء.. النجاح أو الفشل.. كلها أشياء تعتمد على شيء واحد فقط هو: نحن !..فالظروف لا علاقة لها بحياتنا.. لكن استجابتنا لهذه الظروف هي التي تحدد ما إذا كنا فشلة أم ناجحين
فالشخص الجالس على القهوة يلعن الظروف و الفقر و الركود و البطالة.. هذا الشخص سيظل تعيسا فاشلا.. لأنه برمج نفسه على أن يلقي بأسباب شقائه على الآخرين.. أن يجد شماعة يعلق عليها فشله و يبرئ نفسه من تهمة التقصير.. في حين ان الصفة السائدة عند الناجحين هي المسئولية الشخصية.. فبيل جيتس.. صاحب شركة ميكروسوفت.. رسب في الجامعة.. والت ديزني.. مؤسس ديزني لاند.. أفلس عدة مرات و سوشيرو هوندا.. مؤسس مصنع هوندا.. أصابته أعتى المصائب .. إلا كل هؤلاء لم يلعنوا الظروف رغم قسوتها بل فكروا في طريقة تخطيها !
المصري العظيم خالد حسان..أول معاق يعبر المانش في العالم.. هذا الشخص لم يتوقف كثيرا عند إعاقته بل فكر في كيفية تخطيها
الثقافة العامة عندنا هي: تبرير الفشل.. وهو ما يجعلنا شعبا من شعوب العالم الثالث للأسف..فالفاشلون يلعبون دور الضحية أما الناجحون فيلعبون دور متخطي الصعاب
لا توجد حياة سعيدة أو تعيسة.. تفكيرنا هو ما يجعلها كذلك
*******
المهنة: متحدث تحفيزي
في الغرب إذا كنتى مخنوقة .. أو مش عارفة انتى عايزة إيه .. أو عايزة حد يزود حماسك شوية..
يبقى انت محتاجة واحد
اسمه
motivational speaker أو life coachو ده شخص درس التنمية الذاتية.. بيحاضر أو بيعمل برامج أو كتب أو شارئط كاسيت أو حتى تقابليه شخصيا في مركزه.. كإنه واحد صاحبك بيطبطب عليكى و بينصحك
هو شخص يتحدث على المسرح أمام آلاف المشاهدين, يتحدث معهم عن الحياة و تخطي الصعاب و كيفية النجاح في جميع المجالات ,و يحاضر في الفرق الرياضية كي يبث الحماس في نفوسهم ,كما يمارس التنويم الإيحائي ..
هذا الشخص يساعد الواحد إنه يزود تركيزه و حماسه و يساعده يوصل لأقصى درجات إبداعه عشان يحل مشاكله بنفسه
لكن المفترض مايديش هو حلول للمشاكل.. لأن دي مهمة المستشار الإقتصادي مثلا أو مستشار العلاقات الزوجية.. ماعندناش احنا الكلام ده .
في بلادنا لسنا في حاجة للمزيد من الكتب أو المحاضرين أو البرامج التلفزيونية .. بل نحتاج أن تصبح التنمية الذاتية و التفكير الإيجابي .. جزءا لا يتجزأ من ثقافتنا العامة
فهل هذا ممكن؟
*******