داعية ....أم متداعية ؟؟؟؟؟

" ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
النحل ( 125)


" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "
آل عمران ( 104)


كلنا مـأمورون بالدعوة إلى الله وتبليغها بالوجه الصحيح ...
نحمل همّ الدعوة معنا أنى كنّا ..
وغرضنا الأجر والمثوبة من مولانا وخالقنا...
وللدعوة شروط وآداب لابد أن تُحقق حتى تؤتي ثمارها بإذن الله تعالى ..
لابد للداعية من زاد يعينه على مواصلة مشواره المبارك بخطى واثقة ....ولعلّ من أهمها العلم الشرعي والذي يؤهله ويدعمه في مشواره ، ويمنعه بمشيئة الله من الوقوع في الزلل والخطأ ...
هذا بالإضافة إلى تحليه بصفات تقربه من قلوب من يدعوهم ويلقى صدى لما ينشره من خير بينهم ....
لعلنا نمر على أهمها..
حسن الخلق والنزول لمستوى المخاطبين حتى يستوعبوا ماطَرح أمامهم ، والصدق في النية فلاتكون دعوته تلك من أجل شهرة ورياء ، وأيضا الصدق في الأقوال والأفعال ، والصبر ، فطريق الدعوة حافلا بالمشاق والمصاعب ، وأمزجة المستمعين له والحاضرين تتفاوت ، عليه أن يقابلها بصدر رحب وقلب كبير لايحمل لهم إلا الخير ولا غير ....
فبالصبر تَحقق الغايات وتَذلل العقبات ..
وماأروع الداعي الرحيم الشفيق بمن حوله ، يصفح ويتغاضى عن زلات مستمعيه وكل من تشرف بالدعوة بينهم ..
هي صفات على كل مسلم التحلي بها ، وحري بكل داعية الاتصاف بها ..
فإن كان الخطأ وارد من البشر ، فعلى الداعي أن يحرص على محاربة ماقد يعتريه من زلل وإلا لفقد مصداقيته ، ولم يجد القبول في نفوس البشر .....
وهذا ماأنا بصدد الحديث عنه ياإخوتي الأفاضل....





داعية ....أم متداعية ؟؟؟؟؟


مقدمة طويلة ومدخل لذلك التناقض المريع من شخص تكفل بنشر الدعوة طالبا الأجر والثواب من الله ....
وليعذرني كل من مرّ وتكرم وقرأ ..
حتى لايفَهم من كلامي أني أحمل على تلك الفئة الطيبة والتي حملت هم الدعوة ، وسخرت وقتها وجهدها لذلك ....
فلو عدتم لأول صفحة في تناقضاتي لوجدتم أولها في دور التعليم حيث إليهم أنتمي وبكل فخر ...
والتناقضات ليست قدحا ولا تهجما على أحد ...
ولكنها ملاحظات وانتقادات قد تتطور وتكبر إن لم تَعالج في حينها...
الخطأ وكما قلنا وارد ...
ولكن علينا تصويبه وتوجيهه قبل أن يكبر الخلل ويزداد رقعته فيصعب حينذاك معالجته.....
يتنافس الكثير للتوجه إلى دور الدعوة وحضور المحاضرات الطيبة وسماع الدروس القيّمة ، والكنوز النفيسة من أطايب العلوم وأجلها ...
يتسابق الجميع للحصول على أماكن قريبة من الداعي ليحصل له شرف القرب ، وعظيم الفائدة ...
ولكن.....
وآآآه من لكن ...
قد يصدر من بعضهم بارك الله فيهم ماينفر الحاضرين منهم !!!!!!
ولعلني أتطرق إلى بعض تلك التناقضات المحزنة ...
يسهب الداعي إلى فضل حسن الخلق مستشهدا بآيات بينات وأحاديث لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأطيب التسليمات...
وفجأة ....
يصرخ الداعية بدون وعي منه على أحدهم حين رنَ جواله :
عليك احترام المكان الذي أنت فيه ، والخروج عن قاعة الدرس إذا أردت استخدام جوالك ...
وباللهجة الدارجة
" اللي يبغى يكلم بجواله يطلع برا أو يقفل جواله ويحترم المكان اللي هو فيه"!!!!!


بالتأكيد لم يقصد الداعية أن يخطئ في حق ذلك الطالب للخير، ولكن أسلوبه أغضب الحضور ووقع في نفسهم ذلك الأثر !!!
وأختكم كانت حاضرة لذلك الموقف ....
قبل قليل كان الحديث عن حسن الخلق وعن التواضع والرحمة ...فجأة ينقلب الحال دون علم بالحال التي كان عليها حين كان من داعيتنا ماكان ....





وأخرى تحثنا لصلة الرحم ومواصلة أقاربنا وأرحامنا ، ولانجعل لهفوات تحدث أو مشاكل مؤرقة تؤثر على تلك العلاقات السامية بين تلك الأسر ...
ولكن...
هي بنفسها لبعض أقاربها قاطعة وعنهم صادة بسبب رواسب ماضية كانت لتلك العلاقات قاضية!!!
ولو نوقشت فيها لأقفلت الحديث ، واعتذرت عن مواصلته بحجة أنّ ذلك أمر شخصي لاتسمح لأحد بالتدخل فيه !!!
وربما صدت عن مقابلة البعض وابتعدت عنهم بسبب تلك الرواسب البغيضة ، وهي تعلم في قرارة نفسها أن ماتقوم به من الأخطاء الفادحة ، وتعلم يقينا عقوبة ماتفعله ..
ألا تعلم أنها بذلك تناقض نفسها؟؟؟؟
كثير ماألحظ تلك التناقضات وأتضايق كثيرا لأنها تصدر من أناس تكفلوا بحمل تبليغ الأمانة ونشرها كما يحب ربنا ويرضى ، وخطأ عن خطأ يفرق كما يقال ، وهناك أخطاء قد لاتغتفر!!!


أعتذر وبشدة إن كان كلامي فيه مايضايقكم ...ولكنه حاصل وهنا الخطر....
تناقضات تحصل من معظم البشر...ولكن...
يعظم شأنها عند بعض البشر!!!


إطالة ربما كانت مملة ، وطريقة سرد جدّ مخجلة ، وعذري أنكم لذلك متفهمون ، ولتناقضاتي صابرون ، وللخير قبل كل ذلك راغبون ....



صفحة من ( تناقضاتي )
أحببتُ إفرادها عن بقية أخواتها
رغبة في مزيد من الفائدة ،،،






منقول