أحبتي الكرام أهدي إليكم هذه القصة من وحي الواقع اليومي ،
لعلنا نستلهم منها عبرة تعود علينا بالنفع في تعاطينا مع نعمة الوقت
الذي لعلو مكانته وعظم قدره أقسم به المولى عز و جل في كتابه العزيز قائلا : "والعصر.."
عندما تزدحم حياتك بالواجبات ويبدو أنك لا تستطيع أن تقوم بها كلها،
والـ24 ساعة في اليوم تبدو غير كافية ، تذكر جرة المايونيز .. والقهوة
وقف أستاذ علم النفس أمام فصله بينما وضع أمامه بضعة أشياء..
وعند بدء الحصة ، وبدون أن ينطق بكلمة ، أمسك بجرة مايونيز فارغة ضخمة جداً ،
وبدأ في وضع كرات تنس فيها .. وبعدئذ سأل تلاميذه ، هل الجرة ملآنة ؟.
فوافقوه أنها كذلك .. إذ ذاك أحضر الأستاذ صندوق به حصى وأفرغه في الجرة.. ثم هز الجرة فاندفع
الحصى ليملأ الأماكن التي بين كرات التنس.. ثم عاد وسأل تلاميذه مرة أخرى هل الجرة ممتلئة ؟
فوافقوه قائلين إنها ممتلئة .. ثم عاد الأستاذ وأخذ علبة ممتلئة بالرمال وأفرغها في الجرة ..
وبالطبع ملأ الرمل كل فراغ ممكن .. وعاد وسألهم مرة ثالثة ، هل الجرة ملآنة ؟
وأجاب التلاميذ في صوت واحد : نعم .. بعد ذلك عاد الأستاذ وأحضر فنجانين من القهوة من أسفل
المنضدة وصب كل محتوياتهما في الجرة، ليملأ الفراغات بين حبات الرمل بفعالية ..
وهنا قال الأستاذ ، عندما كف التلاميذ عن الضحك ..أنني أريد أن تفهموا أن هذه الجرة تمثل حياتكم
وكرات التنس تمثل الأشياء الأهم .. مثل واجباتك الدينية والدنيوية ، عائلتك ، صحتك ، أصدقاؤك، مهمتك الدعوية..
وأشياؤك الحميمة الغالية ، التي لو فقد كل شيء آخر وبقيت هي فقط لاستمرت حياتك ممتلئة
والحصى يمثل الأشياء المهمة التي مثل عملك، منزلك ... والرمل يمثل باقي الأشياء الصغيرة .
لو أنك وضعت الرمل أولاً في الجرة لما كان هناك مكان للحصى أو كرات التنس ، ثم استطرد قائلا ..
ونفس هذا الشيء ينطبق على الحياة .. لو أنك أنفقت كل وقتك وطاقتك على الأمور الصغيرة، لن
يكون لديك مساحة للأمور المهمة بالنسبة لك..
أعط اهتماما خاصا للأشياء التي تتوقف عليها سعادتك..
انتبه جيدا لكرات التنس أولا، الأشياء ذات الأهمية الحقيقية.. ضع لنفسك أولويات ..
والباقي هو الرمل ..
حينها رفع أحد التلاميذ يده وسأل عما تمثله القهوة ؟
فابتسم الأستاذ وقال : إنني مسرور لأنك سألت ..
فالهدف منها كان أن أريكم أنه مهما كانت حياتك تبدو مزدحمة ،
فإنه هناك فيها مكان لفنجانين من القهوة لك مع صديق ..