ميزانيتك.. كيف تضبطها؟
أفكار إقتصاديةهل تعاني من مشكلة في إدارة ميزانية منزلك؟
هل تزداد كوابيسك مع حلول العشر الأواخر من كل شهر؟
هل يعد تدبير احتياجات المنزل من الأثقال التي ينوء بها ظهرك؟نقدم لك "
ميزانيتك.. كيف تضبطها؟!" لا داعي لمغادرة مكتبك أو منزلك، إنه عصر التعلم أينما وحينما كنت
تهدف هذه الى اكساب المتدربين مهارة ادارة ميزانيتهم من خلال التعرف على اسباب البذخ واهدار الموارد وتجنبها والتأكيد على نبذ عادات التقطير المذمومه. شعارنا هو
"
ادارة الموارد بلا افراط او تفريطمعاً خطوة خطوة ...نحو التغيير زاد الرحلة قف وانتبه، فالكلمات التالية هي زاد الرحلة، رحلة سوف نخطوها معًا إلى أن نصل إلى بر الأمان.. بر الميزانية الراشدة. هل أنت مستعد؟ هيا بنا ننطلق.
وقبل أن نبدأ لا بد أن تكون على وعي كامل بأن الرحلة تحتاج إلى زاد، وإذا كان زاد الجسد هو الأكل والشرب فزاد الرحلة هو "الإرادة والعزيمة" ، بحيث لا يمكن إتمام الرحلة إلا بهما. إنها رحلة إلى التغيير والتغيير هنا هو تغيير في المفاهيم ثم في السلوكيات. فنحن نهدف إلى تغيير السلوك الإنفاقي لدينا بحيث نصل إلى درجة التحكم فيما نقوم به، حتى نصل إلى التوازن المطلوب.
و من أجل أن نذكر أنفسنا بإمكانية التغيير نورد لكم هذا النموذج من التاريخ، قد تعتبرها بعيدة الصلة بموضوع الميزانية ولكنها مرتبطة كل الارتباط؛ لأن تغيير السلوك الإنفاقي والتحكم فيه ما هو إلا نوع من أنواع التعامل مع النفس البشرية التي إن صدقت العزيمة والإرادة صدقها الله تعالى بإذن الله وأمدها بالعون والطاقة. قصة سيدنا مصعب هو أبو عبدالله مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي العبدري، من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام، كان قبل إسلامه فتى مكة شباباً وجمالاً، وكان أبواه يحبانه وكانت أمه ثرية تكسوه أحسن اللباس وأرقه، وكان أعطر أهل مكة، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:مارأيت أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير، وكان يلقب لذلك
مصعب الخير. أسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أهله، وكان يتردد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فرآه عثمان بن طلحة يصلي، فأعلم أهله فحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة ثم رجع منها إلى مكة ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليدعو إلى الله، ويعلم من أسلم منهم أمور دينهم، فكان نشيطاً في الدعوة إلى الإسلام
يأتي الأنصار في بيوتهم ومجالسهم، ويدعوهم إلى الإسلام حتى فشا الإسلام فيهم، وممن أسلم على يديه أسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ، وقد جهد في الإسلام جهداً شديداً وعانى خشونة العيش من الجوع والشدة والتعب، حتى قيل: إن جلده كان يتطاير عنه تطاير جلد الحية، شهد غزوة بدر وأحد، وحمل اللواء يومئذ، وقطعت يده اليمنى فحمله في يده اليسرى ثم قطعت اليسرى فضمه بعضديه ثم قتل شهيداً، ولما قتل لم يجدوا ما يكفنونه به إلاثوباً واحداً إذا وضعوه على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه خرج رأسه، فقال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها ممايلي الرأس، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر، وهو الذي نزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى:((
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ))
قف وفكر: فكر في نماذج أخرى من السلف الصالح أو من الشخصيات التي مرت عليك في حياتك تمثل نموذجا للإرادة والعزيمة الحقيقية، وقد دلنا الله تعالى على إمكانية التغيير السلوكي ومفتاحه في قوله تعالى:
"
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إذا التغيير بيد الله تعالى والنفوس بين يدي الله يقلبها كيفما شاء، فهيا معا نخطو خطوات جريئة إلى الأمام. الاستعداد لرحلة التغيير: إن الوصول إلى أي تغيير في السلوك الإنساني يحتاج إلى فترة من الزمن، يصر أثناءها الإنسان على عملية التغيير وتبديل السلوك، قد تقصر أو تطول الفترة حسب المدة التي قضاها الإنسان معتادا على السلوك الذي يريد تبديله، وأقل فترة يمكن بعدها قطف الثمار الأولى لعملية التغيير 3 أسابيع كاملة. سمي الإنسان إنسانا لأنه ينسى ولذلك قبل البدء لا بد من إعداد "المذكرات" وهي أمور بسيطة تذكر الشخص بالهدف و ضرورة التزام الصبر خلال الرحلة، وهذه المذكرات تتعدد أشكالها وتتنوع، فقد تكون لوحة يتم تعليقها على باب الحجرة عليها حديث أو كلمة مأثورة أو توجيه. أو تتخذ شكلا آخر. وقد أوردنا لكم قائمة بالأفكار المعينة للثبات على الطريق. الفكرة الأولى ( كلمات من حولنا): مثال: لو كنت تعاني من آفة الاستدانة يمكن أن تعلق في أرجاء الحجرة:الاستدانة ذل ومهانة
الدين همّ بالليل وذل بالنهارلو كانت تعاني من الإسراف في المأكل و المشرب يمكن أن تعلق قول الرسول صلى الله عليه و سلم: "
لا تُميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب،
فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء "
لو كانت مشكلتك بالأساس هي ترتيب الأولويات فلتتذكر دوما
"
لا يقبل الله نافلة حتى تؤدي الفريضة"
لو كانت المشكلة في أنك صيد سهل للإعلانات تؤثر فيك بدرجة عالية وتنجذب لما تراه عيناك، فتفقد عقلك و تشل قدرتك على التصرف الراشد المتزن فليكن شعارك:هم يهدفون للربح.. ولكن ليس على حسابي أناإذا كانت قراراتك سريعة تأخذها دون ترو، فقل لنفسك
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد،
ولكن شراء الكماليات يمكن تأجيلها بعد بعد الغد الفكرة الثانية : (كلمات لا تنسى) قم بطباعة ما يؤثر فيك من دروس و أنشطة و كلمات مرت عليك أثناء الدورة وارجع لها مرارا أثناء الرحلة كلما أحسست بالفتور. الفكرة الثالثة: (اندمج.. تعايش.. تستفق) انظر لمن هم أقل منك مستوى وتفقد حالهم وانشغل بتحسين معاشهم ولو لفترة معينة، فهذا قد يساعدك على إدراك كم كنت غارقا في مشاكلك وحياتك الخاصة دون الإحساس بكم النعم التي أنعمها الله عليك وتلفك بالليل والنهار.
الفكرة الرابعة: (استعن بالله ولا تعجز) استعن بالله واستعن بالدعاء والابتهال، فالله تعالى قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ومن الأدعية المأثورة التي كان يرددها الرسول صلي الله عليه و سلم صباح مساء:"
اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن، و أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذ بك من الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال"
من الإسراف للتوسط..خطوات جريئةالأحوال الاقتصادية التي تعيشها الدول النامية بشكل عام، ومنها الدول العربية والإسلامية،تدعو كل عاقل أن يحسن التدبير، وأن يوظف ما لديه من نفقات في مجالات تنفعه وتعود بالخير على المجتمع الذي يعيش فيه.فالدخول المحدودة،وانخفاض نصيب الفرد من التعليم والصحة،وتردى البنية الأساسية،تجعل الإسراف شئ ممقوت،فالإسراف في حال الغنى مرفوض،فما بالنا في حالة الفقر والعوز التي نمر بها. ويحضرنا هنا ما ورد في كتاب الله عز وجل لتوضيح المنهج الذي ينبغي أن يتبع في الاستهلاك والإنفاق، فيقول الحق تبارك وتعالى (
وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) الاسراء:29. ف
خير الأمور الوسط، فلا إسراف ولا تقتير.
وتبين السنة أهمية الاعتدال في الإنفاق من خلال العديد من الأحاديث الشريفة وسلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، ونشير هنا على وجه السرعة إلى قوله صلى الله عليه وسلم
"رحم الله امرئ، اكتسب طيباً، وانفق قصداً، وادخر ليوم فقره وحاجته" ) .عن ابن النجار عن عائشة رضي الله عنها، ضعفه السيوطي في الجامع الصغير
والإسراف كما يكون من الغنى، فقد يكون من الفقير أيضاَ، لأنه أمر نسبي. والإسراف يكون تارة بالقدر، ويكون تارة بالكيفية، ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه: "ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلاً"، وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه: "من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف". والإسراف كسلوك للبعض في مجتمعاتنا صوره متعددة، تشمل الأفراد، والأسر، والهيئات والمؤسسات، بل والحكومات. فنجد الواحد قد انفق راتبه، في أسبوع ويبقى طوال الشهر يسأل الناس أن يقرضوه، مما يعرضه لمواقف نفسية مؤلمة هو في غنى عنها، أو أن تقبل أسرة على التزام اجتماعي أكبر من إمكانياتها، مما يعرضها للاستدانة أو الدخول في دوامة التقسيط نظير ما حصلت عليه من سلع وخدمات لفترات طويلة، ويؤثر ذلك بالطبع على أمور أساسية كان ينبغي أن تكون لها الأولوية في نفقاتها. ولا يعني ذلك أن يحيى الفرد أو الأسرة بعيداً عن الترفيه، فهذا غير واقعي ولا يناسب النفس البشرية، ولكن المطلوب أن يمارس الترفيه في الحدود المقبولة كماً وكيفاً، بما يتناسب وإمكانيات الفرد والأسرة، وذلك في مجالات المأكل والمشرب والملبس، وأثاثات البيوت، والترويح عن النفس، أو في المناسبات الاجتماعية كالأفراح، أو الاحتفال بالنجاح، أو رحلات المصاريف... الخ. ومن فضل الله أن كل هذه الصور متاحة لمختلف المستويات والدخول، ويبقى أمام المستفيد منها أن يعتدل ولا يسرف. أسباب الإسراف البعد عن صحيح الدين، أو الفهم الخاطئ للتدين. والمقصود هنا أن جوهر التدين هو الاعتدال والوسطية، وذلك كله يصب في محاربة الإسراف، فليس من التدين أو معرفة تعاليم الدين أن يبدد الإنسان موارده، أو يستهلك فوق حاجته، أو ينفق فيما لا ينبغي وإن كان حلالاً.•
التنشئة الخاطئة في الأسرة،أو وجود نموذج سيئ للقدوة في المدرسة أو الشارع أو النادي أو وسائل الإعلام،مما يجعل الإسراف نوع من الاعتياد السلوكي أو جعله مكون أصيل في شخصية الفرد وثقافته.
•
عدم الإدراك بطبيعة الحياة،وأنها ليست على وتيرة واحدة،وأن الإنسان له فترات ضعف وقدرة على الكسب تختلف بمرور الوقت والعمر، فمرحلة الشباب غير مرحلة الرجولة والكهولة،ثم الشيخوخة،أو فترات العزوبية غير مرحلة المسئولية الأسرية.ومن هنا لو علم الفرد هذه الأمور لأدراك أن الإسراف سيؤدى به إلى سوء العاقبة.
• الصحبة السيئة. قد يبتلى الفرد أو يسعى لمصاحبة مسرفين، فيدفعونه إلى هذا السلوك السئ، وكما قال صلى الله عليه وسلم"المرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"•
تبدل الأحوال المعيشية للأفضل،قد يكون هذا أحد أبواب الإسراف،إذ يشعر الفرد بنوع من الحرمان يدفعه لسوء التصرف،وممارسة سلوك مسرف.
• حب الظهور والسعي لتقليد الآخرين. الآثار السلبية للإسراف1
. تبديد الموارد، وهى آفة تعمل على إفقار الفرد والمجتمع على الأجل المتوسط والبعيد، فضلاً عن الفرصة البديلة لما أنفق في الإسراف، إذ كان البديل توجيه الإنفاق لمجالات تعانى من عجز، أو مدخرات توظف في الاستثمار، مما ينفع آخرين هم في حاجة إليه.
.2 التعود على الإسراف، يبرر اللجوء إلى أبواب غير مشروعة ومحرمة للكسب، مثل السرقة أو الرشوة، أو تنازل الأسرة أو المجتمع عن مبادئها أو قيمها، فقد تقبل فتاة أو شاب الارتباط بمشروع زواج لا يناسب أي منهما، من أجل أن يلبى له رغبته في سلوكه السلبي من الإسراف. كما قد تحدث نفس الصورة في سلوك دولة، أو مؤسسة.
3. عدم الرعاية والاهتمام بالآخرين: ذلك أن الإنسان لا يراعي الآخرين ولا يهتم بهم غالباً، إلا إذا أضناه التعب وغصته الحاجة، كما أثر عن يوسف عليه السلام لما سُئل: لا نراك تشبع أبداً؟ قال: أخاف أن شبعت أن أنسى الجياع، والمسرف قد تتاح له النعم من كل جانب، فأنى له أن يفكر أو يهتم بالآخرين. كيف نبتعد عن الإسراف؟ أن يعي الفرد ،أو الأسرة،أو المؤسسة،أن الإسراف ليس سلوك حضاري بل هو سمة من سمات التخلف.
• بلا شك، أن الخلفية الدينية السليمة،والتربية التي نشئ عليها الفرد،تجعل منه إنسان حسن السلوك الاستهلاكي و الإنفاقي، فلا إسراف ولا تقتير. وأن يتذكر الإنسان عقاب الله في الآخرة•
أن يستحضر الإنسان التزاماته الأسرية، وتوفير متطلبات من يعولهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المعنى" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول"
• أن يجعل لنفسه هدف طويل الأجل لتوظيف موارده المادية، وأن يجعل كذلك لنفسه عدة أهداف مرحلية أو قصيرة الأجل،بما يساعده على توظيف ما لديه أو ما يستجد من إضافة جديدة في دخله في هذه الأهداف.
•
أن يجعل من دخله بصفة دورية قسط للادخار، مهما كان دخله بسيط، فالادخار سلوك حضاري.
• أن يعمل على تنمية من حوله، خاصة الفقراء والضعفاء، وذوى الحاجات.
• أن يحسن اختيار أصدقاءه الذين يعينونه على البعد عن الإسراف. يبقى القول بأن المسرف يظن أو يحسب أن المجتمع ينظر إليه بإعجاب،والحقيقة غير ذلك، فالعقلاء يرونه سفيهاً، ولا يحبون أن يكونوا على شاكلته، بينما قد يخدعه من هم على دربه. وفى فترات الشيخوخة،أو نفاد المال ونضوب مصادره يعض المسرف على يديه، وقت لا ينفع الندم، ولا يجد حوله من أصدقاء الإسراف إلا من هم في هيئته نادمين، ينتظرون مساعدات الآخرين، أو على الأقل يعيشون في مستوى من الإنفاق والاستهلاك أقل من المتوسط، وكان بإمكانهم أن يكونوا أحسن حالاً لو أنهم قدموا لأنفسهم.