قلم الداعية سلاح مثمر في مجال الدعوة إلى الله
ثبت عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) حديث صحيح ، يا سبحان الله كم في السماء من أممٌ أمثالنا, وكم في الأرض من بشر, وكم في البحار من حيتان, وكم في الدنيا من نمل وكائنات حيه, وكم في الوجود من مخلوقات ندركها و بعضها لم يسعنا علمنا القليل لمعرفتها, كل هؤلاء يصلون على معلم الناس الخير , ويسبحون ولاندرك تسبيحهم .
أعزائي القراء ضيفتنا هي معلمة للغة العربية لغة القران الكريم , ويا له من تشريف أن تسير بها الدروب لتصبح كاتبة لها قلمها الخاص يسقي العقول بماء العلم , لا يؤذي إنسان في الوجود , يرسم الخير على لوحات الحياة , مداده التقوى , منذ بدايتها حملت في داخلها قلب داعية وهموم أمة ؛ فجعلت قلمها يتنفس من خلال كتاباتها , فكانت أنفاسها عطرة
أنها (الداعية/ سحر عبد القار اللبان) ضيفة موقع دعوتها من خلال الحوار التالي:-
فلنبدأ هذه اللحظات نقلب في صفحات مشوار داعيتنا.
س1/ بداية السطور نتركها لداعيتنا لتُعرف القراء الأعزاء على نفسها ؟
اسمي سحر عبد القادر اللبان، لبنانية من بيروت، حائزة على إجازة وماجستير في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، أعمل معلّمة للغة العربية لطلاب الحلقة الثالثة في مدرسة البيادر، وعضوة في مؤسسة صلة للبحوث، كما أعمل كمدققة لغوية تحت الطلب.
لي مؤلفات عديدة منها :
كتب في التربية الدينية للمرحلة الأولى تابع لمركز صلة.
قصص قصيرة اجتماعية ودعوية نشرت في مجلتي جنى الشقائق ومنبر الداعيات اللبنانيتين وفي مجلة نون السعودية.
والقصص جميعها منشورة في موقع صيد الفوائد , وفي الألوكة.
رواية شريط ذكريات لم تنشر بعد.
س2/ كل مشوار له نقطة بداية ما هي نقطة الانطلاقة لدى الداعية سحر اللبان في مجال الدعوة إلى الله ؟
اعتقادي الذي أؤمن به أنّ كلّ من يقول لا إله إلا الله هو داعية إلى الله تعالى، لذلك فأنا منذ البداية وأنا أحمل في داخلي قلب داعية وهموم أمّة، لكن المخاض أتى مع عملي في التعليم واحتكاكي المباشر بأبنائنا الذين نضع عليهم آمالاً كبيرة، وكبر بعد أن سافرت وعاينت واقع المسلمين في بلاد الكفر.
س3/ تعرف الكثيرون على داعيتنا من خلال مداد قلمها, كيف سخرت داعيتنا قلمها في خدمة الدعوة إلى الله ؟
منذ صغري وأنا أعشق الكتابة، وأشعر أنها المترجم لأحاسيسي ومشاعري، بها أتواصل مع الناس , وأبث إليهم ما أريدهم أن يعرفوه ويتعرّفوا عليه.
س4/ هناك الكثير من القصص الدعوية والتجارب التي خطها قلمك, باعتقادك ما ضرورة نشر تلك التجارب والقصص الدعوية ؟ وما هي الفائدة المرجوة منها ؟
لم أكتب قصة حتى الآن وإلا وكان لها أصل، وما أنا إلا الوسيط التي تجعل ما حصل مع الآخرين درساً وعبرة, أما ضرورة نشر القصص الدعوية؛ فأرى أنّ أجيالنا بحاجة لمعاينة تلك القصص لأخذ العبرة وإيجاد القدوة المعاصرة, فأنا أرى أن أبناءنا بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويدلهم على طريق النجاة في زمن تعددت فيه وضاعت فيه القيم وزيّفت المفاهيم.
س5/ نجد أن المقالات تكون نتاج واقع عايشته داعيتنا, كيف ساهم هذا الواقع في رسم شخصية داعيتنا ؟
نشأتي كانت في محيط دعوي، وعملي كمعلمة ساعدني في تحسين أساليب التواصل مع المحيطين بي , أما بالنسبة للقصص الدعوية التي أكتبها فأنا بها أوسع دائرة الدعوة فتتعدى طلابي وأولادي وعائلتي إلى آخرين، وهذا طبعاً شجّعني على المضي قدماً في هذا المجال.
س6/ باعتقادي أن الكتابة تحتاج إلى ذهن صافٍ, وموهبة فذة, وخاصة عندما يمتهن الكاتب أعظم مهنة و أشرف مهنة وهي الدعوة إلى الله, فكيف ساهمت الظروف التي مرت بها داعيتنا في إنتاج هذه الكتابات ؟
نعم، ولذلك فإن أول إنتاجي الكتابي كان عندما كنت بعيدة في نوتنغهام في غرفتي الصغيرة، حيث كنت وحيدة بين جدرانها فكان القلم رفيقي ومؤنس وحدتي, وبعد عودتي إلى أرض الوطن وإلى أبنائي؛ فإن كتاباتي لم تتوقّف رغم انشغالي بالعمل؛ فما عاينته من ضياع للمسلمين في بلاد الغربة , ثم ما وجدت عليه أبناءنا اليوم دفعاني للتمسك بالقلم والجهاد عبره لمساعدة جيلنا أمل الأمة، وأسأل الله تعالى أن يساعدني في تكملة الطريق التي سرتها, وفي تحقيق الهدف المرجوّ منها.
س7/ ماذا أضافت الغربة لداعيتنا ؛ وهل كانت معول بناء في شخصيتها الدعوية وخاصة إننا لاحظنا من خلال مقالاتك أن هناك الكثير الذي صدم داعيتنا من أحوال المسلمين هناك ؟
سافرت وأنا لم أعرف في وطني إلا محيطي الذي يتألّف من طلاب وأولياء أمور بالإضافة طبعاً إلى أهلي وعائلتي، وكان هذا المحيط محافظاً نوعاً ما، ويعرف الخطوط العريضة لديننا الحنيف, وهناك في الغربة صُدمت باختلاط للمفاهيم، مفاهيم إسلامية مع مفاهيم غربية، مثلاً كان عندي طالبة منقبة في نوتنغهام في بريطانيا حيث كنت أُعلّم هناك، هذه المنقبة كان عندها صاحب وتخرج معه حتى وصل بها الأمر إلى تمضية يومين معه في فندق، ولأنني كنت المعلمة المقربة للطالبات هناك فقد أسرّت لي, وهذا صدمني بشكل فظيع؛ فكيف لإنسانة تخاف الله وتقترف مثل هذه المعصية، والتي بررتها بأن هذا أمر طبيعي فكل فتاة وشاب في الغرب لديه صاحب أو صاحبة.
اختلاط المفاهيم هناك شيء مخيف، والأمر الذي ضايقني أيضاً هو عدم قدرة الأهل في أحيان كثيرة على ضبط أولادهم، وأحيانا تراخيهم عمداً أو من دون عمد بالاهتمام بهم، والسماح لهم بالخروج والعودة متى شاؤوا والسهر ومصاحبة من شاؤوا.
هذا طبعاً كان أكثر ما يزعجني في الغرب، ولكن وبعد أن عدت إلى بلادي شعرت أنّ ما أخافني هناك بدأ يزحف إلى بلادنا, ويدخل بيوتنا ويطال أولادنا.
س8/ من خلال نسج كلمات معبرة على شكل قصائد استطاعت داعيتنا أن تضع يدها على جرح العديد من الأُسر وتكون لسان حال كثير من النساء, برأيك هل لابد للكاتب أن يعيش القصة ليستطيع الكتابة فيها ؟
بالطبع، القصة لكي تكون ناجحة وتمس قلوب الآخرين يجب أن تمس قلب الكاتب أولاً. وأنا في قصصي كثيراً ما كنت أبكي وأنا أكتب.
أما إن كان قصدكِ من السؤال عيش القصة أي أن أكون في الحقيقة شخصية من شخصياتها فليس هذا ضروري، وليست كل قصة كتبتها عاينت أحداثها فهناك قصص رويت لي ، إلا أنني لم أكتب قصة من نسج الخيال؛ فلا بد أن يكون لها أصل ولكن قد أغير ببعض الأحداث فأزيد أو أنقص.
س9/ المرأة نصف المجتمع والمرأة الداعية يقع على عاتقها تربية من هم بالداخل والخارج أيضاً, كيف ترى داعيتنا واقع المرأة الداعية في عصرنا الحالي ؟
في هذا العصر الذي غزاه الغرب وبثّ أفكاره من خلال الانترنت والفضائيات, ومن خلال القصص الغربية التي تحوي رسائل عبر السطور إلى أبنائنا؛ فأرى أننا بحاجة إلى داعيات ودعاة يخاطبون هذا الجيل باللغة التي يفهمونها، والأمر ليس بالسهولة التي نظنها.
أما بالنسبة إلى الداعية المرأة فلا يفهم المرأة مثل المرأة، لذا فالحاجة إلى الداعيات كبير لحماية بناتنا وأمهات أجيالنا القادمة.
س10/ بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة منه استطعنا التحدث مع من نشاء أينما كانوا, برأيكم كيف خدم هذا التطور الهائل في الاتصالات مجال الدعوة إلى الله والمرأة الداعية على وجه الخصوص ؟
التكنولوجيا رغم أنها كانت معولاً هدمت الكثير من البيوت بسبب استعمالها الخاطئ إلا أنها كانت أيضاً مساعداً فعالاً في نشر الدعوة إلى الله تعالى، وساعدت على الخصوص الداعية المرأة ؛ فمن خلال حاسوبها وفي غرفتها وضمن جدران منزلها صار باستطاعتها نشر معتقداتنا والمساعدة في الدعوة من خلال نشر كتاباتها وأفكارها, ومن خلال أيضاً تواصلها مع الآخرين.
س11/ قد تصل الكاتبة من خلال كتاباتها لشهرة واسعة, برأيك ما هو تأثير الشهرة على مسير الكاتبة الداعية وما هي النصائح التي تقدمينها لمن اشتهر قلمها بالكتابة الناجحة ؟
الكاتبة الداعية التي تسخر قلمها للجهاد في سبيل الله تعالى فإن الشهرة ستساعدها على نشر ما تكتبه وإيصاله إلى مجموعة أكبر من القراء, أمّا نصيحتي لأخواتي الكاتبات اللاتي اشتهرت أقلامهن بالكتابة الناجحة فأسألهن تسخير هذا القلم لخدمة أبنائنا والذود عنهم، وأذكّرهم بأن كل ما يخطّه البنان مسجّل في سجل صحائفنا؛ فلنتق الله بما نكتب ولنجعل هدفنا طاعته والدعوة لدينه مع إخلاص النيّة لله أولاً .
س12/ لكل إنسان طموح في هذه الحياة فما هو طموح داعيتنا سحر اللبان ؟
طموحي أن أوُصل ما أكتبه لأكبر شريحة ممكنة، وأن أجد الآذان الصاغية والقلوب المفتوحة.
س13/ ختاماً نترك السطور الأخيرة لتسطر بها داعيتنا الكاتبة سحر اللبان ما تريد ؟
في الختام أشكر موقع دعوتها ,والأخت أمينة سلامة على هذا اللقاء الطيب، وأرجو الله تعالى أن يجعل ما يقدمونه في سجل حسناتهم يوم القيامة.
ضيفة الحوار/ أ.سحر عبدالقادر اللبان.
أجرت الحوار/ المراسلة.أمينة سلامة.
المصدر :- دعوتها