المواضيع الأخيرة | » &&& أريد أن أحفظ القرآن الكريم خلال سنة &&&الإثنين أبريل 06, 2020 3:43 am من طرف أم عبد الله» ( .استُروا.أوجَاعَكم. ) الإثنين أكتوبر 08, 2018 4:54 pm من طرف أم البنين» قالت رد على الحاقدين بهوى العاشقينالسبت أكتوبر 06, 2018 8:55 am من طرف ام دعاء » قطوف دانية السبت أكتوبر 06, 2018 8:47 am من طرف ام دعاء » اسكن الى ربكالجمعة أكتوبر 05, 2018 4:22 pm من طرف أم البنين» حديث مكذوب..( يا ابن آدم! جعلتك في بطن أمك وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من..)الجمعة أكتوبر 05, 2018 4:18 pm من طرف أم البنين» من أروع ما قرأت :الجمعة أكتوبر 05, 2018 1:12 am من طرف أم عبد الله» الطلاق الصامت !!الإثنين أكتوبر 01, 2018 11:17 pm من طرف أم البنين» لا تحزن و لا تخف .. أنت غالي عند الله .. الإثنين أكتوبر 01, 2018 9:48 pm من طرف أم البنين» لرآحة آلبآل الإثنين أكتوبر 01, 2018 1:47 am من طرف أم البنين» الرقية الشرعية.. كيف تكون وشروطهاالإثنين أكتوبر 01, 2018 1:32 am من طرف أم البنين» طلبت الطلاق من زوجها ... فماذا فعل الزوج ؟؟؟؟الإثنين أكتوبر 01, 2018 12:25 am من طرف ام دعاء » ترحيب بأم البناتالسبت سبتمبر 29, 2018 6:38 pm من طرف أم البنات أم جابر » حكم صوم يوم عاشوراء ويوما بعده الجمعة سبتمبر 28, 2018 11:23 pm من طرف ريحانه» من التمس رضا الله الأربعاء سبتمبر 26, 2018 2:48 pm من طرف نجمة المنتدى» منع ظهور الإعلانات من على صفحات الفيس والمنتديات لمتصفح الفيرفكسالأربعاء سبتمبر 26, 2018 2:43 pm من طرف نجمة المنتدى» وررررررجعت للصحبه الصالحة فيينكم يا مبدعاتالثلاثاء سبتمبر 25, 2018 11:19 pm من طرف فراشة المنتدى |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
|
| التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
غيثه مبدعة غالية
| موضوع: التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام الثلاثاء فبراير 28, 2012 12:13 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام
بقلم: علي بن محمّد أبو هنيّة
الحمد لله حقَّ حمده, والصلاة والسلام على نبيه وعبده, وعلى آله وصحبه ووفده, أما بعد: فقد كثر في الآونة الأخيرة السُّؤال عن مسلسلتلفزيونيٍّ تبثُّه بعض القنوات الفضائيَّة الشيعيَّة, والتي اتَّخذتالطَّعن في الصحابة الأبرار والصالحين الأخيار من عباد الله ديناً تدينبه, وتعظيمَ القبور والأضرحة والمشاهد عبادة تتعبَّد بها, والقولَ بتحريفالقرآن عقيدةً تعتقدها وتنافح عنها, ودعوى عصمة الأئمة أمر مسلَّم لايداخله شكٌّ ولا يخالطه ريب, وأنَّ أئمتهم المعصومين يتحكَّمون في الخلق,ويتصرَّفون في ذرَّات الكون, ويعلمون الغيب,...وغير ذلك من الضلالات التيهنالك. هذا المسلسل التلفزيونيُّ الذي تبثُّه هذه القنوات هو مسلسل: «قِصَّةُ يوسفَ الصِّدِّيق -عليه السَّلام-»,يلعب فيه زمرة من الممثِّلين الفارسيِّين الهابطين الرَّوافض أدوار بعضالأنبياء والمرسلين والصَّالحين! ودون أيِّ تحرُّج عن تمثيل دور واحدمنهم؛ فمنهم من يمثِّل دور يعقوب -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور يوسف-عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور جبريل -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّلدور ملك الموت -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور (راحيل) والدة يوسف, و(الأسباط) إخوة يوسف, وزوجات يعقوب, وامرأة العزيز...وغير ذلك. وقد افتُتِن كثير من المسلمين من -أهل السنة- بهذاالمسلسل, وتابعه شريحة غير قليلة, زعماً منهم للـ: التَّعرُّف على قصةنبيِّ الله يوسف من (بعضهم)! وكأنَّ ما جاء في كتاب الله لا يكفيهم! ومَلْئاً لفراغ وقت (بعضهم)! الآخر, وكأنَّ أوقاتهم ليست من أعمارهم! وفضولاً من (بعضهم)! الآخرين, وكأنَّه ليس عندهم من طاعة الله ما يشغلهم! وهكذا فلتكن اللامبالاة عند المسلم! التي تضيِّع دينه وهو لا يشعر, دون البحث في حكم ما هو متلبِّس به من عمل! والأمر الذي دفعني للكتابة في هذه المصيبة القديمةالمتجدِّدة -غير ما ذكرت من إقبال جمع من مسلمي أهل السنة- هو أنني لم أرَأحداً تعرَّض لهذا المسلسل بالنَّقض والرَّد, والذي هو -فيما أحسِب- واجبٌكفائيٌّ على المسلمين, إن وقع التَّقصير من (بعضهم) فيه أَثِمَ (الجميع),فأحببت أن يكون لي يدٌ في دفع هذا التَّبذُّل والهراء عن خيرة خلق الله منالمرسلين والأنبياء, والمجتبَين والأصفياء, الذين نَدين لله بحبِّهم,والدِّفاع عن ذواتهم المطهَّرة, وقد كلَّفني هذا البحث -مضطرًّا- إلىتضييع بعض الأوقات النفيسات بالوقوف على بعض المشاهد واللَّقطات لهذاالمسلسل عبر شبكات الإنترنت, واستفدت -أيضاً- ممَّا حدَّثني به عنه بعضالإخوة الثقات, وهو ممَّا لا بدَّ منه ليكون كلامي مبنيًّا على حقائقومشاهدات, وأدلَّة بيِّنات ساطعات, وليس بمجرد الظنون والتخرُّصات,والأوهام والاحتمالات. ووالله إنه ليحزننا أن يصل حال بعض أهل السنة إلى هذه الحال المزرية من الجهل المُدَوِّي, والمسارعة لتصديق كلِّ ناعق, والتَّصفيق لكلِّ زاعق, ولكنَّ الله غالب على أمره.. فما هو حكم التَّمثيل بعامَّة؟ وما هو حكم تمثيل الأنبياء والمرسلين بخاصَّة؟ وما حكم بثِّ وترويج هذا المسلسل وأمثاله عبر الفضائيات والشبكات؟ وهل يجوز للقنوات المسلمة تبنِّي مثل هذا المسلسل؟ وما هي المفاسد التي تلحق بدين المسلم المترتبة على حضور مثل هذه المسلسلات؟ وما هي الأمور المنكرة التي تزيد على قضيَّة التمثيل في هذا المسلسل؟ وللإجابة عن كل هذه السُّؤالات والتَّساؤلات؛ قمتبكتابة هذا البحث مضمِّناً إيّاه عدة عناوين جانبية مدرجاً تحتها الأدلَّةوالنُّصوص وكلام أهل العلم في حكم هذا العمل الشنيع والجرم الفظيع. غزو الشيعة للفضائيات وكثرة قنواتهم: لا شكَّ أن المدَّ الشيعيَّ لا يقف عند حدود معينة, ولا يرتضي سبيلاًواحداً يلج فيه, فهو يدقُّ كلَّ باب يجده, ويستعمل كلَّ أداة تتاح له لنشرالمذهب الشيعي الباطل, وكيف لا وهذا المذهب تتبنَّاه دولةٌ من الدُّولالتي عاثت في دين الناس خراباً, وأضحت تحسب لها ملوك بني الأصفر حساباً!وآخر هذه الوسائل وأحدثها هي: (القنوات الفضائية), فإنَّ «المتابع لوسائلالإعلام في الآونة الأخيرة يجد أن هناك حُمّى فضائية متسارعة -وأحياناً متصارعة- في سياق متوازٍ مع حُمّى الاستقطاب الديني والطائفي في منطقتنا. ففي الوقت التي نشاهد فيه تصاعداً في ظهور الفضائيات النصرانيَّة -على سبيل المثال-، فإنَّ توجُّهها الديني يكفي في التحذير من أخطارها، بينما في المقابل نجد أن الفضائيات الشيعية تتسلَّل إلى بيوتنا دون أن نشعر، بل على العكس قد يشعر البعض بنوع من الطمأنينةبالتفاف أفراد أسرته حولها بدلاً من الابتذال الفضائي الموجود حاليًّا، خاصة أن تلك القنوات تغطي مختلف النشاط الإعلامي من الدراما والمسلسلات إلى القنوات الخاصة بالطفل والمرأة وهي ذات تأثير غير مباشر، كما سنرى لاحقاً. وإن كان للعجب مكان، فلنا أن نعجب أن عدد القنوات الشيعية بلغ (35) قناة تبث سمومها باللغة العربية، وهي موجهة إلى منطقتنا العربية مستهدفة عقيدة شعوبها وانتماءها، في الوقت الذي ليس للسنة قناة واحدة تبثُّ باللغة الفارسية موجَّهة لأهلها. دولة واحدة ترعى العديد من القنوات التي تبثُّ بغير لغتها، وعشرات الدول السُّنِّية لا نجد من بينها دولة واحدة تتكفَّل بنقل عقيدتها السُّنِّية للشعوب الأخرى بلغتهم الخاصة. المفارقة الأخرى: أن معظم تلك القنوات الشيعية تبثُّ من خلال الأقمار الصناعية السُّنِّية، في ظلِّ تغاضٍ وتغافل واضح عن أخطارها على جموع الأمة. والأهمُّ أننا في عصر اشتبك فيه الديني بالسياسي، فأصبح من العسير التفريق بينهما، فمخاطر تلك القنوات الشيعية لا يقف عند حدود العقيدة والدين، لكنها تمتدُّ لتلامس الأوضاع السياسية للدول السنية، وأمنها القومي بالشكل الذي يؤثر على استقرار تلك البلاد ومستقبلها. نستطيع بكل صراحة أن نقول: إن الفضائيات الشيعية أصبحت ظاهرة فيالإعلام العربي! وهي ظاهرة جديرة بالدارسة والرَّصد للوقوف على أخطارهاوأثارها على حاضر ومستقبل الأمة». من مقال منشور على شبكة الإنترنت بعنوان: «الفضائيات الشيعية..حرب إيرانية جديدة». وقد رأيت في بعض المنتديات الشيعية المشهورة بعد سرد عدد من القنواتالفضائية وتردُّداتها على الأقمار الصناعية: أنَّ عدد القنوات والإذاعاتالشيعية بلغت قرابة الـ(50) قناة وإذاعة, وأما القنوات الإيرانية وحدهافتبلغ (20) قناة وإذاعة. وهذا الرقم -وحده- كافٍ لبيان كم هو الجهد المبذول من قبل هؤلاءالروافض لخلع المسلمين -أهل السنة- من معتقداتهم, وتشويه أفهامهم, وتشويشعقولهم, وإدخال الشبهات عليهم لحرفهم عن دينهم.
| |
| | | غيثه مبدعة غالية
| موضوع: رد: التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام الثلاثاء فبراير 28, 2012 12:14 am | |
| موقف الشيعة من الأنبياء والمرسلين وتفضيل أئمتهم عليهم: من العقائد الكفريَّة الباطلة عند الشيعة -وما أكثرها!-: استخفافهمبالأنبياء والمرسلين, وتفضيلهم أئمتهم عليهم, حيث يقول أحد مشايخهم وهوالسيد أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه «الشيعة في عقائدهم وأحكامهم»(ص73): «الأئمة من أهل البيت -عليهم السلام- أفضل من الأنبياء». ويقول آيتهم الخميني في كتابه «الحكومة الإسلامية» (ص52): «فإن للإماممقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميعذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملكمقرب ولا نبي مرسل». وقال خاتمة المجتهدين عند الشيعة محمد باقر المجلسي في كتابه «مرآةالعقول» (2 /290) (باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدَّث): «.. وإنهم[أي: الأئمة] أفضل وأشرف من جميع الأنبياء سوى نبينا -صلوات الله عليهوعليهم-». ومن هنا نعلم أن مقام الأنبياء يجوز عليه عندهم ما لا يجوز على أئمتهم,ولو كان فيه نوع انتقاص وازدراء بهم, المهم ألا يمسَّ جناب أئمتهم الاثنيعشر المعصومين! فانطلق الشيعة يمثلون الأنبياء غير مبالين بهذه الركيزةوهذا الأصل, وهو احترام جناب الأنبياء وعدم تنقُّصهم, وأن في ذلك انتهاكاًلحرمة الله, ولحرمة الشريعة, التي ما صانوها أصلاً, ولا صانوا صاحبهاوحاملها حين كفَّروا أصحابه, وقذفوا زوجاته, وكذبوا عليه, قاتلهم الله… حكم التمثيل: ما كتبناه وقدَّمناه مقدمة وتنبيه يحتاج إليها كلُّ مسلم نبيه, ليكون عنده خلفيَّة عن هؤلاء القوم, ولا يَستغرِب أن يصدر منهم ما يمثِّلونه ويبثُّونه على قنواتهم. أما حكم التمثيل بشكل عام, فهو محرَّم على أرجح الأقوال بناءً على عدة أدلة, منها: أولاً: ما ثبت عن أمِّنا عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قلت للنبي-صلى الله عليه وسلم-: «حسبك من صفية كذا وكذا» تعني: قصيرة. فقال: «لقدقلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجَتْه». قالت: «وحكيتُ له إنساناً,فقال: «ما أُحِبُّ أَنّي حكيت إنساناً وأنَّ لي كذا وكذا». أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (5515). قال أبو السعادات -رحمه الله- مفسِّراً المحاكاة: «أي: فعَلْتُ مثل فِعله».«النهاية» (1/421). قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: «قوله: «حكيتإنساناً» أي: قلَّدته في حركاته وأقواله, فهي غيبة فعليَّة، وهي كالغيبةالقوليَّة في التحريم سواء. ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- في هذاالحديث: «وأنَّ لي كذا» أي: وأنَّ لي على تلك المحاكاة، وهذا من أدلة التحريم».اهـ «حكم التمثيل» (ص33). وقال شيخنا عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-: «أي: أنها فعلت مثل فعله،أو قلَّدت هيئته، فقال: «ما أحب أني حكيت إنساناً ولي كذا وكذا» أي: أنهذا العمل غير سائغ، وهذا الحديث يدلُّ على تحريم التمثيل، الذي هو مبنيٌّعلى الحكاية، ومبنيٌّ على التقليد، وعلى -كما يقولون- تقمُّص شخصيَّة شخصآخر، وأنه يأتي بحركات وأفعال تضاف إليه، فهو من جملة الأحاديث التي تدلُّعلى أنَّ التمثيل الذي ابتُليَ به كثير من الناس في هذا الزمان غير جائز،ومما يدلُّ على تحريمه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ويلٌ لمن يكذبليضحك القوم، ويلٌ له, ثم ويلٌ له»، ومعلوم أن التمثيلَ مبنيٌّ على الكذب».اهـ«شرح سنن أبي داود» (28/114). وقال الشيخ بكر -رحمه الله-: «إِنَّ عُشَّاق اللَّهو من العظماء والمترفين لا يمكن التَّجاسر بمحاكاتهم على ملأٍ من الناس،ولو في مواطن الشجاعة والكرم، فكيف تُهدَم حرمات ناس مضوا، وبقي عليناواجب النُّصرة لهم بالإسلام؟ فلننتصر لحفظ حرمتهم، والإبقاء على كرامتهم«وكلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه»، فكيف إذا كان فيه مواقفمن الإيذاء والسخرية والاغتياب، والكذب عليه بقولٍ وما قال، وفعلٍ ومافعل؟! وإن السؤال ليرد على من يعتني بها، وعلى منيستخرجها، ويتلذَّذ بتمثيل غيره معيَّناً، هل يرضى أن يُمثَّل في مشاهدته،وهو يتحدث مع زوجته، أو قائم في صلاته، أو في حال تلبُّسه بخطيئة، أو فيأي دور من أدوار حياته؟!». اهـ«حكم التمثيل» (ص33-34). ثانياً: أن في التمثيل تشبُّهاً بأهل الكفر والفسوق, وقد نهينا عن التشبه بهم, وخاصة إذا كان متعلِّقاً بقبائحهم ومنكراتهم. وجاء في المسند وسنن أبي داود عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم». صححه الألباني في «إرواء الغليل» (1269). قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم, كما في قوله -تعالى-: )وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ(». اهـ «اقتضاء الصراط المستقيم» (ص83). قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: «وإذا نظرت إلى هذاالتَّقرير البديع في مسألة التشبه، ثم أعملت النظر في تتبع أصول«التمثيل», وإلي أي مِلَّة يرجع، وفي أي قوم ينتشر، ومن أي بلد وفد إلينا؛تيقَّنت حرمته ونكارته، وقنعت بوجوب هجره وتركه. وإذ قد تقرَّر أن التمثيل من عبادات الكفار، ثم صار من عاداتهم،وتقرَّر ضابط المشابهة عند أهل السنة والجماعة؛ فلا بأس بإيراد بعض الأدلةالصحيحة الصريحة النَّاهية عن التشبه بالمشركين في كلِّ ما هو منخصائصهم... فساق الشيخ عدداً من الأدلة المحرِّمة التَّشبُّهَ بالمشركين, ثم قال: «ولو لم يكن في الأدلة المحرِّمة لهذا «التمثيل» إلا هذا الدليل[الحديث السابق] لكان كافياً في إثبات حرمته قطعاً، وإبطال قول من قالبالجواز تعلُّقاً بشبه لا تثبت أمام هذا الدليل الجبل الذي بنى عليهالعلماء أحكاماً كثيرة, وأخذوا منه قواعد صلبة تحكم سير المستجدات في بحرالفقه الإسلامي. ومن العجب: أن بعض القائلين بجواز التمثيل قد منعوا أموراً؛ لأنهامشابهة للكفار في عاداتهم وتقاليدهم, وهاهم يجيزون التشبه بهم في عباداتهموشعائرهم..!! فإلى الله المشتكى من هذا المنهج المضطرب الذي يحكمه السذاجة أو الهوى،وكم قد جني هذا المنهج البائس على أهل السنة والجماعة، وزعزع قواعدهمالراسية؛ حتى نال منها المبتدعة، وضربوا بعضها ببعض. ولقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: «لتتبعن سنن منكان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع, حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟». أخرجه الشيخان منحديث أبي سعيد الخدري».اهـ «إيقاف النبيل على حكم التمثيل» (ص44-48). ثالثاً: أن التمثيل كذب وتصنُّع, فإمَّا أن يمثِّل الممثِّل شخصيَّةوهميَّة مختلقة, وإمَّا أن يمثِّل دور إنسان حقيقي له أصل ووجود وهو ليسبه, وكلا الحالتين كذب! ولا شكَّ أن الكذب محرم, بل ومن كبائر الذنوب. قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: «إن التمثيل لا يخلو من حالتين: ـ إِمَّا أن يكون أسطورة خياليَّة، لا واقع لها ولا حقيقة. ـ وإِمَّا أن يكون واقعة سالفة، قام بها أشخاص معيَّنون، على سبيل الحقيقة. وعلى كلا الحالتين فهو حرام، بدلالة الكتاب والسنة وإجماع العلماء. أما الحالة الأولى: فهي كذب, والكذب محرم. ووجه كونها كذباً أمور, منها: 1ـ تسمية القائمين بها بغير أسمائهم. 2ـ الانتساب إلى غير الأب الحقيقي. 3ـ تقمُّص شخصية غير شخصية الممثل كقاضٍ، وطبيب، وبائع... 4ـ الأَيْمان التي تقع على أمرٍ ماضٍ أو حاضر يعلم كذبه وتخيُّله. 5ـ التظاهر بالأمراض والعاهات، أو الجهل، أو الخبال، وقد عُلِمَ ضِدُّه. 6ـ الخروج بمظهر الصلاح الكامل، أو الفساد الكامل، أو الوسط. فالأول: إن سلم من الكذب فهو تزكية. والثاني: إن سلم -أيضاً- من الكذب فهو هتك لستر الله. وهذه الأوجه وغيرها مما يتضمن الكذب، لا تخلو منها «تمثيلية» قط؛ لعدم تصور الإبداع في غيرها. فمنع التمثيل لهذا الدليل قوي، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرَّمالكذب، ولم يرخِّص فيه إلا في مواضع سيأتي تناولها، وخلاف العلماء فيالمراد بها.. ثم قال: الحالة الثانية من حالات التمثيل: إذا كان «التمثيل» لواقعة سالفة، فإن وجه تحريمه أمور، منها: 1ـ الكذب..2ـ التشبُّع بما لم يُعْطَ..3ـ الإفضاء إلى استنقاص الأموات وذكر مساوئهم..4ـ الغيبة..».اهـ «إيقاف النبيل على حكم التمثيل» (ص49-56). قلت: وإذا كان بعض السلف يعدُّ مجرد لعب الشطرنج كذباً كون لاعبه يدَّعي شيئاً لم يفعله, فكيف بما هو أعظم؟! فعن ابن أبي ليلى قال: قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «إن أصحابالشطرنج أكذب الناس، أو من أكذب الناس، يقول أحدهم قتلت وما قتل».«تحريم النرد والشطرنج للآجري» (1/30). رابعاً: أنَّ في التمثيل مضيعةً للوقت الذي هو عمر المسلم, والذي سيسألعنه يوم القيامة فيمَ أفناه؟ وفيه مضيعةٌ لماله الذي سيُسأل عنه -أيضاً-من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: «والتمثيلفي مسلسلاته ومسرحيّاته التي تستغرق الساعات الطوال، عدوٌّ كاسر على وقتالمسلم، وامتصاص للأموال، ولا سيما وقد صار حرفة، بل فنًّا له روّادهومدارسه ومسارحه.. فكم بذل فيها من جهود، وكم أنفق فيها من مال، والنتيجةهُراء في هُراء، ورعونات يأنف من مشاهدتها الفضلاء». اهـ «حكم التمثيل» (ص38).
حكم التمثيل الدِّيني: ما ذكرناه آنفاً يتعلَّق بالتمثيل إذا لم يكن يتعبد به لله, ولم يتَّخذديانةً, ولم يلصق باسم الدين, وإما إذا نُسِب هذا التمثيل إلى الدين-والدين منه براء- فحينئذ يصبح الأمر أشد, وينتقل العبد به من المعصية إلىالبدعة, كون هذا التمثيل محدثاً في الدين, ولم يكن على عهد رسول اللهالأمين, ولا صحبه المرضيين, ولا أتباعهم من سلفنا الصالحين, ولا شكَّ أنالبدعة أشدُّ وأحبُّ إلى إبليس من المعصية, كما قال الإمام الثوري -رحمهالله-. قال الشيخ بكر -رحمه الله-: «(التمثيل الديني)! لا عهد للشريعة به، فهوسبيل محدَث، ومن مجامع ملة الإسلام قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «منأحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»...وفي (التمثيل الديني) يأتي التسلق إلى تمثيل أنبياء الله ورسله، والصحابة من المهاجرين والأنصار، وإلى عظماء الإسلام كافة. وكان من أبشع ما رأى الراؤون ما عمله ذاك الشقيُّ طه حسين في كتابه«على هامش السيرة»: إنه ليس في حقيقتها، ولكن على هامشها بالاختلاقللتسلية. إنها محاكاة دينية لإلياذة اليونان، وأساطير الرومان!».«حكم التمثيل» (ص28-41) [بتصرف]. قلت: أي أن طه حسين كتب هذا الكتاب على هامش سيرة المصطفى لا للوعظوالتذكر والتعليم للأمة, بل لمجرد التسلية!! وتقليداً لأساطير الرومان!قاتله الله, أي استهزاء وإلحاد أعظم من هذا؟! ثم يتابع الشيخ بكر قائلاً: «أجمع القائلون بالجواز المقيَّد، علىتحريمه في حقِّ أنبياء الله ورسله -عليهم والصلاة والسلام- وعلى تحريمه فيحقِّ أمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وولده -عليهمالسلام- وفي حقِّ الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-. فنسأل المجيز مقيّداًوالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال: «كل المسلم على المسلم حرام: دمهوماله وعرضه».وهو الذي حرَّم -صلى الله عليه وسلم- المحاكاة، وحرّم الكذب، فلماذا نهدر هذه الحرمات في حقِّ بقيةسلف هذه الأمة وصالحيها؟ وفيهم العشرة المبشرون بالجنة، وأعمام النبي -صلىالله عليه وسلم-، ولُحمة قريش وسُداها -ممن أسلموا- هم عشيرته وقراباته-صلى الله عليه وسلم-، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بعترته «أهلبيته» وهكذا في كوكبة الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين، ومن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين، أقول: اللهم إني أبرأ إليك من إهدار حرمات المسلمينأو النيل منها. وقد أغنانا الله بقرآن يُتلى، فيه أنواع القصص والعبر، بل فيه أحسن القصص».«حكم التمثيل» (ص42-43) [بتصرف]. قلت: صدقت وربِّ الكعبة..
حكم تمثيل الأنبياء والصحابة والصالحين: أما تمثيل الأنبياء والمرسلين, والصحابةوالصالحين, فلا أحسب مسلماً عاقلاً عنده مسكة عقل ودين يُقِرُّه, بلهالإفتاء بجوازه, وتأييد فاعليه, وقد «صدر قرار من المنظمات الإسلاميةالعالمية المنعقدة في دورتها في مكة المكرمة في ذي الحجة سنة 1390هـ، جاءفيه ما نصه: قرَّر المؤتمر استنكاره الشديد لمحاولة إخراج فيلم سينمائييُمثَّل فيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأية صورة من الصور, أو كيفيةمن الكيفيات، كما يستنكر تمثيل الصحابة -رضوان الله عليهم-، ويناشدالمؤتمر كلَّ الحكومات الإسلامية أن تقضي على هذه المحاولة في مهدها». «البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء» (4/142). وقد حاول بعضهم! قديماً أن يمشِّي هذا التمثيل الباطل لقصص الأنبياء,ويفتي بجوازه بحجة أنه وعظ مؤثِّر في عوامِّ النَّاس, فتصدَّى لهم جهبذزمانه, وعالم عصره وأوانه الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله تعالى-(ت:1354هـ) صاحب مجلة «المنار» و«تفسير المنار». قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: «وأما تمثيل قصص الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فقدعلَّلوه بأنه درس وعظ مؤثر، يعنون أنَّ كلَّ ما كان كذلك فهو جائز، وهذهالكلية المطوية ممنوعة، وتلك المقدمة الصريحة غير متعيِّنة، فإن هذه القصصقد توضع وضعاً منفِّراً، فلا تكون وعظاً مؤثراً، وإن من الوعظ المؤثر فيالنفوس ما يكون كلُّه أو بعضه باطلاً، وكذباً وبدعاً، أو مشتملاً علىمفسدة أو ذريعة إليها، ويشترط في جواز الوعظ أن يكون حقًّا لا مفسدة فيه،ولا ذريعة إلى مفسدة. وبناء على هذا الأصل ننظر في هذه المسألة من وجوه: أحدها: أنَّ العرف الإسلامي العام يعدُّ تمثيل الأنبياء -عليهم الصلاةوالسلام- إهانة لهم أو مزرياً بقدرهم، وممَّا أعهد من الوقائع في ذلك أنبعض النصارى كانوا أرادوا أن يمثِّلوا قصة يوسف -عليه السلام- في بعضالمدن السورية فهاج المسلمون لذلك، وحاولوا منعهم بالقوة، ورفع الأمر إلىالآستانة، فصدرت إرادة السلطان عبد الحميد بمنع تمثيل القصة وأمثالها (1). فإن قيل: إن بعض مسلمي مصر كأولئك المتعلِّمينالقائلين بالجواز لا يعدُّون ذلك إهانة ولا إزراء، إذ لا يخفى على مسلم أنإهانة الأنبياء أو الإزراء بهم أقل ما يقال فيه: إنه من كبائر المعاصي،وقد يكون كفراً صريحاً ورِدَّةً عن الإسلام. نقول: إنما العبرة في العرف بالجمهور الذي تربَّىعلى آداب الإسلام وأحكامه، لا بالأفراد القلائل ومَن غلبت عليهم التقاليدالإفرنجية حتى صاروا يفضلونها على الآداب الإسلامية... بل يغلب على ظني أن أكثر الناس يعدون تمثيلالأمراء والسلاطين، وكبار رجال العلم والدين، مما يزري بمقامهم، ويضع منقدرهم، وأنَّ أحداً من هؤلاء الكبراء لا يرضى لنفسه ذلك... الوجه الثاني: أن أكثر الممثلين لهذه القصص منسواد العامة، وأرقاهم في الصناعة؛ لا يرتقي إلى مقام الخاصة، فإن فرضنا أنجمهور أهل العرف لا يرون تمثيل الأنبياء إزراء بهم على إطلاقه، أفلا يعدونمن الإزراء والإخلال بما يجب لهم من التعظيم: أن يسمى: (السي فلان) أو(الخواجة فلان) إبراهيم خليل الله، أو موسى كليم الله، أو عيسى روح الله،أو محمداً خاتم رسل الله؟ فيقال له في دار التمثيل: يا رسول الله! ما قولكفي كذا. . .؟ فيقول: كذا. . . ولا يبعد بعد ذلك أن يخاطبه بعض الخلعاءبهذا اللقب في غير وقت التمثيل على سبيل الحكاية، أو من باب التهكموالزراية، كأن يراه بعضهم يرتكب إثماً، فيقول له: مدد يا رسول الله! ألاإن إباحة تمثيل هؤلاء الناس للأنبياء قد تؤدِّي إلى مثل هذا، وكفى بهمانعاً لو لم يكن ثَمَّ غيره. الوجه الثالث: تمثيل الرسول في حالة أو هيئة تزري بمقامه ولو في أنفس العوام، وذلك محظور، وإن كان تمثيلاً لشيء وقع. مثل ذلك: أن يمثل بعض هؤلاء الممثلين المعروفين يوسف الصديق -عليه السلام- بهيئة بدويٍّ مملوك تراوده سيدته عن نفسه وتقدُّ قميصه من دبره، ثم يمثِّله مسجوناً مع المجرمين... فتمثيل أحوال الأنبياء وشؤونهم البشرية بصفة تعدُّزراية عليهم، وازدراء بهم، أو مفضية إلى ضعف الإيمان والإخلال بالتعظيمالمشروع؛ مفسدة من المفاسد التي يحظرها الشرع، فكيف إذا أضيف إليها كونالتمثيل في حدِّ ذاته يعدُّ في العرف العام تنقيصاً أو إخلالاً ما بما يجب من التكريم وكون الممثلين من عوام الناس، وقد علمت ما في هذا وذاك. الوجه الرابع: أن من خصائص القصص التمثيلية:الكذب، وأن الكذب على الأنبياء ليس كالكذب على غيرهم،... فقد قال -صلىالله عليه وسلم-: «إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليمتعمِّداً فليتبوّأ مقعده من النار». رواه الشيخان في الصحيحين وغيرهما منحديث سعيد بن زيد،... والكذب عليهم يشمل ما يحكى عنهم من أقوال لميقولوها، وما يسند إليهم من أعمال لم يعملوها. فإن قيل: إنه يمكن وضع قصة لبعض الرسل يلتزم فيها الصدق في كلِّ ما يُحكى عنه، أو يسند إليه. قلنا: إن النقل الذي يعتدُّ به عند المسلمين هونقل الكتاب والسنة، ولا يوجد قصة من قصص الأنبياء في القرآن يمكن فيها ذلكإلا قصة يوسف، وكذا قصة موسى، وقصة سليمان مع ملكة سبأ، إذا جعل التطويلفيهن في غير الحكاية عنهم، والأولى هي التي يرغب فيها الممثلون، ويرجى أنيقبل على حضور تمثيلها الكثيرون، وفيها من النظر الخاص ما بيناه في الوجهالثالث، وأما السنة فليس في أخبارها المرفوعة ولا الموقوفة ما يبلغ أنيكون قصَّةً تصلح للتمثيل إلا وقائع السيرة المحمديَّة الشريفة، والعلماءبها لا يكاد أحد منهم يقدم على جمع طائفة منها وجعلها قصة تمثيلية. وإذا فُتح هذا الباب، ووجد منهم مَن يدخله علىسبيل النُّدور, لا يلبث أن يسبقه إليه كثير من الجاهلين بالسنة، المتقنينلوضع هذه القصص بالأسلوب الذي يرغب فيه الجمهور، فيضعون من قصص الأنبياء-المشتملة على الكذب- ما يكون أروج عند طلاب الكسب بالتمثيل، فيكون وضعالصحيح ذريعة إلى هذه المفسدة. فعُلم من هذه الوجوه أن جواز تمثيل قصة رسول منرسل الله -عليهم السلام- يتوقَّف على اجتناب جميع ما ذُكر من المفاسدوذرائعها، بحيث يرى مَن يعتدُّ بمعرفتهم وعُرفهم من المسلمين أنه لايُعَدُّ إزراءً بهم، ولا منافياً لما يجب من تعظيم قدرهم، صلوات اللهوسلامه عليهم وعلى مَن اهتدى بهم». «مجلة المنار» (20/310) [بتصرف يسير]. وقد صدرت فتوى من اللجنة المختصة بالفتوى في (مجلةالأزهر) في عددها الصادر في رجب عام 1374هـ في حكم تمثيل الأنبياء, ومماجاء فيها: «هل يمكن تمثيل الأنبياء؟لندعالقصص المكذوبة على أنبياء الله جانباً، ولنفترض أن التمثيل لا يتناول إلاالقصص الحقّ الذي قدَّمنا شذرات منه عاجلة، ثم نتساءل: 1ـ كيف يُمَثَّل آدمُ أبو البشر وزوجُه وهما يأكلان من الشجرة؟ وما هي هذه الشجرة؟ أهي شجرة الحنطة؟ أم هي شجرة التين؟ أم هي النخلة؟ وعلى أيِّ حال نمثلهما وقد طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؟ وهل نمثِّل الله -تعالى- وقد ناداهما: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾؟! أو نترك تمثيله -تعالى- وهوركن في الرواية ركين؟! سبحانك سبحانك، نعوذ بك من سخطك ونقمتك ومن هذا الكفر المبين! 2ـ وكيف يُمَثَّل موسى وهو يناجي ربه؟ وكيف يُمَثَّل وقد وكز المصريَّ فقتله؟ بل كيف يُمَثَّل وقد أحاط به فرعون والسحرة، ورماه فرعون بأنه مهين، ولا يكاد يبين؟ وكيف تُمَثَّل العقدةالتي طلب من الله أن يحلَّها من لسانه؟ وما مبلغ كفر النَّظّارة والممثلينإذا أفلتت -ولا بد أن تفلت- منهم فلتة مضحكة أو هازئة حينما يتمثلونالرسولَين وقد أخذ أحدُهما برأس الآخر وجرَّه إليه؟ وما مبلغ التبديل والتغيير لخلق الله الفطري ليطابق هذا الخلق الصناعي وقد عملت فيه أدوات الأصباغ والعلاج عملها؟ 3ـ وكيف يُمَثَّل يوسف الصديق وقد همَّت به امرأة العزيز وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه؟ وما تفسير الهمِّ في لغة الفن؟ 4ـ وكيف يُمَثَّل أنبياء الله وأقوامهم يرمونهم بالسِّحر تارة، وبالكهانة والجنون تارة أخرى؟ بل كيفيُمَثَّلون حينما كانوا يرعون الغنم «وما من نبي إلا رعاها»؟ بل كيف يُمَثَّلون وقدآذاهم المشركون ولم يستحِ بعضهم أن يرمي القذر والنَّجس على خاتم النبيينوهو في الصلاة والكفار يتضاحكون؟ سيقول السفهاء من النظارة -وما أكثرهم-مقالة المستهزئين الكافرين من قبل: ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾؟ وسيغضب فريق لأنبياء الله ورسله فيقاتلون السفهاء، وينتقمون منهم، وتقوم المعارك الدينية لا محالة ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾. لسنا بحاجة بعد هذا إلى بيان أن من قصص الأنبياءما لا يستطاع تشخيصه، وأن ما يستطاع تشخيصه من قصصهم فهو تنقيص لهم،وزراية بهم، وحطٌّ من مقامهم، وانتهاك لحرماتهم وحرمات الله الذي اختارهملرسالته, واصطفاهم لدعوته, لا ريب في ذلك كله ولا جدال. وهذا كله في القَصص الحقِّ الذي قصَّه الله عليناورسوله، وأما القصص الباطل -وما أكثره- فهو زور على زور، وكفر على كفر،وهو البلاء والطامة.. وما نظن أن أحداً يستطيع أن يجادل في هذه الحقائقالناصعة, وأكبر علمنا أن أول من يخضع لها ويؤمن بها هم أهل الفن أنفسهم،فإنهم أرهف حسًّا، وأشد إدراكاً لمقتضيات التمثيل وملابساته. على أنا لو افترضنا محالاً، أو سلَّمنا جدلاًبأنَّ تمثيل الأنبياء لا نقيصة فيه ولا مهانة، فلن نستطيع بحال أن نتجاهلأنه ذريعة إلى اقتحام حمى الأنبياء وابتذالهم، وتعريضهم للسخرية والمهانة،فالنتيجة التي لا مناص منها ولا مفرَّ: أن تشخيص الأنبياء تنقيص لهم، أوذريعة إلى هذا التنقيص لا محالة... إِنَّ حقًّا محتوماً علينا أن نُجِلَّ الأنبياء،وأن نُجِلَّ آل الأنبياء وأصحاب الأنبياء عن التمثيل والتشخيص، واحتراماًوإجلالاً للأنبياء أنفسهم؛ لأن حرمتَهم مستمدَّةٌ من حرمة الأنبياء، كماأن حرمة الأنبياء مستمدَّةٌ من حرمة الله -عز وجل-، وهذا بعض حقهم علىالإنسانية جزاء ما صنعوا لها من جميل، وأدوا إليها من إحسان. وجملة القول: أن أنبياء الله -تعالى- ورسلهمعصومون بعصمة الله لهم من النقائص الخلقية والخلقية، وأن تمثيلهم تنقيصلهم، أو ذريعة إلى التنقيص لا محالة، وكلاهما مفسدة أو مؤدٍّ إلى المفسدةالتي من شعبها إثارة العصبيات والفتن التي لا يعلم مداها إلا الله-تعالى-... وفي قصص الأنبياء كفاية [لمن أراد الحق, وقد قال -تعالى-]: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِيالْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِيبَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍيُؤْمِنُونَ﴾. وأن العبرة لا تزال ماثلة فيمواطنها، واضحة في معالمها، ينتفع بها في القرآن الكريم، وصادق الأخبار،ولو شئنا لأطلنا، ولكن في هذا بلاغاً. النتيجة: من أجل ما قدمنا تقرر في إثبات واطمئنانأنه لا ينبغي ولا يحلُّ بحال أن يُشَخَّص الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-في المسرح، ولا على شاشة السينما. 10 من جمادى الآخرة سنة 1374 هـ الموافق 3 من فبراير سنة 1955م. عبد اللطيف السبكي: مدير التفتيش وعضو جماعة كبارالعلماء, طه محمد الساكت, حافظ محمد الليثي: من مفتشي العلوم الدينيةوالعربية, عبد الكريم جاويش». «البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء» (4/157-163). وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فتوى جاء فيها: «تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع؛ لما فيه منالامتهان لهم والاستخفاف بهم وتعريضهم للنيل منهم، وإن ظن فيه مصلحة فمايؤدي إليه من المفاسد أرجح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، وقد صدر قرارمن مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك».«فتاوى اللجنة الدائمة» (1/712). قلت: وهذا في حق الصحابة الغر الميامين! فما بالك بالأنبياء والمرسلين؟! ومن العلماء المعاصرين الذين أفتوا بحرمة التمثيل: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز, الشيخ محمد ناصر الدين الألباني,الشيخ محمد بن صالح العثيمين, الشيخ عبد الرزاق عفيفى, الشيخ حمادالأنصاري, الشيخ مقبل بن هادي الوادعي, الشيخ عبد الله الدويش, الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود, الشيخ حمود بن عبد الله التويجري, الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمهم الله-, الشيخ عبد المحسن العباد, الشيخ صالح بن فوزانالفوزان, الشيخ ربيع بن هادي المدخلي, الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم-حفظهم الله-, وغيرهم.
| |
| | | غيثه مبدعة غالية
| موضوع: رد: التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام الثلاثاء فبراير 28, 2012 12:14 am | |
| وبعد: مسلسل قصة يوسف وما اشتمل عليه من أفعال شنيعات محرَّمات ومحظورات منكرات: ومما جاء في هذا المسلسل الذي فيه أعظم الإساءة لخيرخلق الله: (أنبياء الله ورسله) من منكرات جليَّات, ومخالفات واضحات, لايقرُّها إلا رديّ, ولا يرضاها مسلم سويّ:
1ـ ظهور أشخاص الأنبياء: (يعقوب ويوسف -عليهما السلام-)! بل ويظهرونهما في صورة ممتهنة, كراعِ غنم, وعبدٍ مملوك,وفي نهاية المسلسل عندما يلتقي الأب بابنه! يركضان وهما يصرخان, ويسقطانأرضاً مراراً, ويتدحرج يعقوب -عليه السلام- عدة مرات, ثم يتعانقان ويبكيانطويلاً في مشهد مؤثِّر لمن خلا قلبه من المحبة الحقيقية لهما. والذي مثَّل دور نبي الله يوسف (كما في مقابلة له علىقناة الكوثر الشيعيَّة) هو أحد فسَّاق السينما الفارسية في إيران واسمهمصطفى زماني) من مواليد (عام: 1982م) في مدينة (فريدون كنار), وهو طالبفي إحدى الجامعات الإيرانية, وقد تم اختياره من بين (3000) متقدِّم لهذاالدور, (عام 2004م) وكان شرطهم أن يكون ظهوره لأول مرة, ووقع عليهالاختيار -بالطبع- لوسامته! وجماله! وأناقته! وكونه متلقياً دورة فيالفروسية, ودورة في الرياضة وكمال الأجسام ليناسب الدور! ثمَّ إنَّ هذا الممثل اختير لتمثيل دور البطل بعدها في فيلم سينمائي اسمه: (آل)!! مع امرأة متبرجة هي البطلة في الفيلم. وقد كان الذي مثَّل الدَّور وهو صغير: ممثل إيراني آخر اسمه (حسين جعفري), وله لقاء على (قناة المنار) الشيعيَّة. فأقول: نراهم يتورَّعون عن تمثيل نبينا محمد -صلى اللهعليه وسلم- في مثل هذه الأدوار! ويعظِّمون بزعمهم جنابه الشريف! وها هميجوِّزون امتهان هؤلاء الأنبياء, وتقمص شخصياتهم! فما هذا التفريق؟ وأينهم من قوله -تعالى-: ﴿لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾.[البقرة:285]؟ بل إن الرافضة في تمثيلهم لا يصوِّرون وجه علي -رضيالله عنه- فضلاً عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, وهذا يؤكِّد أنعليًّا عندهم أعظم من الأنبياء, بل هو عندهم من فروع الربوبية!! وهو الذييخلق!! ويُدخِل الجنَّة والنار!!
2ـ ظهور أشخاص الملائكة: (جبريل, وملك الموت -عليهما السلام-)! لم يكتفِ الروافض بتمثيل أنبياء الله يوسف يعقوب -عليهما السلام-! بل تجاوزوا تمثيل البشرإلىتمثيل الملائكة -أيضاً-, فقام أحد ممثليهم ممن الله أعلم بحاله ومعاصيه!بتمثيل دور جبريل -عليه السلام-! وأطلقوا عليه: رسول الله الأحد! وقام رجلثانٍ بتقمُّص شخصية ملك الموت -عليه السلام-! وأسمَوه كما فيالإسرائيليات: (عزرائيل) وهو اسم لا أصل له في الكتاب والسنة, والذي ظهرفي المسلسل فجأة ليخبر يعقوب بأن ابنه يوسف ما زال حيًّا ثم عاد واختفىفجأة. فأحسن الله عزاء المسلمين بهم, وإنا لله وإنا إليه راجعون.. لم يبقَ إلا أن يأتوا بصوت وصورة ويقولوا: هذا صوت الله, وهذه صورة ربِّ العزة -تعالى الله عن إفكهم وضلالهم علوًّا كبيراً-.
3ـ التوسُّل بآل البيت ومحاولة نشر عقيدة الشيعة في الأئمة: وهذا من صُلب عقيدة الشيعة التي يحاولون تشويه عقيدةأهل السنة بها وبإدخالها عليهم, فهم دائمو الدندنة بقضية الولاية, فهميحاولون تقرير عقيدة ولاية الأئمة عندهم كلما سنحت لهم الفرصة, وأنها أفضلمن النبوة, كقول يعقوب ليوسف حين سجد له هو وأبناؤه ورفضه تقبيل يوسف يدهقائلاً: أنت لك الولاية على أبيك! أي: أنها أعظم من النبوة بدرجات. وهذا يذكرنا بقول بعض ضُلال الصوفية وهو ابن عربي في «فصوصه»:
مَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ *** فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ
وانظر لذلك: «مجموع فتاوى ابن تيمية» (2/221), و(4/171), و(11/226), و(12/399). وكما في المقطع الذي لم تتم دبلجته في المسلسل من اللغةالفارسية إلى اللغة العربية, عندما قال له من يمثل دور جبريل!: «كم أصبعاًفي يديك؟ وكم خيطاً لديك؟ فقال: خمسة أصابع, وأربعة عشر خيطاً. فقال:توسَّل بهم, وسيُكتشف هذا الرمز عند ظهور آخر الأنبياء, ورمز الوجود يكمنفي هذين الرقمين, توسَّل بهما وستجد النجاة والراحة». طبعاً والمقصود بهذين الرقمين: الرقم (5): (النبي, وفاطمة, وعلي, والحسن, والحسين). والرقم (14): (الأئمة الاثنا عشر المعصومون, والنبي, وفاطمة). والله المستعان.. ومن الأدلة على محاولة نشر عقيدة الشيعة -أيضاً- في هذاالمسلسل؛ ما اعترف به ممثل دور يوسف -عليه السلام- (مصطفى زماني) فيالمقابلة التي أجريت معه في قناة (الكوثر) الشيعية عن المقارنة بين يوسفوالمهدي, وأن انتظار يعقوب لابنه يشبه انتظار الشيعة لمهديهم, وأنهمسيرونه لا محالة ولو بعد حين, كما رأى يعقوب ابنه بعد طول انتظار!
4ـ إظهار يوسف -عليه السلام- بمنظر مَهين في عدة مواضع: وذلك بضرب إخوته له وإدماء وجهه, ورميه في البئر, وصفع امرأة العزيز له على وجهه عندما رفض طاعتها في المعصية, وغير ذلك.. وهذا كلُّه من الكذب على الأنبياء والمرسلين, ومنالمعلوم الكذب عليهم ليس ككذب على أحد من الناس! وهذا غير مستغرب منهؤلاء! كيف لا والشيعة أكذب الملل والطوائف على مرِّ التاريخ. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وقد اتفق أهل العلمبالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف, والكذب فيهم قديم,ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول:قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال: لا تكلِّمهم, ولاتروِ عنهم؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعيَّيقول: لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة. وقال مؤمِّل بن إهاب: سمعتيزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة -إذا لم يكن داعية- إلا الرافضةفإنهم يكذبون».اهـ«منهاج السنة النبوية» (1/26).
5ـ تمثيل أدوار الكفرة والمشركين, والتَّلفُّظ بأقوالهم وكفريَّاتهم: وذلك بقيام بعض الممثلين -الذين ربما مثَّلوا في مسلسلآخر دور نبي أو صحابي أو رجل صالح- بتقمُّص شخصية كافر أو مشرك معروف:يعظِّم آلهتهم الباطلة ويمجِّدها, ويعادي الدين, ويسبُّ الله والأنبياءوالإسلام, ويسجد للأصنام, كمن كانوا يعبدون الآلهة! (عشتار) في أوائلالحلقات, ثم الذين كانوا يعبدون الآلهة! (أمون) في آخر المسلسل, وغيرهم.. «ويحصل ذلك عندمايمثل الرجل دور أحد الكفرة؛ فيحاكي أفعاله و يتلفظ بأقواله، وهو مجتهد فيإتقان ذلك متفاعل فيه، كما حصل لبعضهم حين مثَّل نفسه من أهل الجاهلية،فسجد للقبر، بمشهد من الناس, وكما حصل لآخر حينما مثل دور رئيس دولة كافر،فسبَّ الإسلام وصرَّح بخطره على الحضارة، وتناول من رسول الله -صلى اللهعليه وسلم-, كل ذلك وقع بحضرة ملأ من الناس, وأمثاله كثير. ولا شكَّ أن هذا العمل كفر مخرج من دين الإسلام، علي أيِّ وجه قام به«الممثل». قال -تعالى-: ﴿..وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّإِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِوَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ..﴾ [التوبة:64-65]. ..قال الإمام أبو بكر الجصاص على هذه الآية: «فيهالدلالة على أن اللاعب والجاد سواء في إظهار كلمة الكفر على غير وجهالإكراه؛ لأن هؤلاء المنافقين ذكروا أنهم قالوا ما قالوه لعباً، فأخبرالله عن كفرهم باللعب ذلك.. إلى أن قال: فأخبر أن هذا القول كفر منهم علىأي وجه قالوه من جِدٍّ أو هزل، فدلَّ على استواء حكم الجادِّ والهازل فيإظهار كلمة الكفر». «أحكام القرآن» (3/142). وقال الإمام أبو بكر بن العربي على هذه الآية: «لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدًّا أو هزلاً، وهو -كيفما كان- كفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر, لا خلاف فيه بين الأمة.. إلخ». اهـ من «أحكام القرآن». وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في آخر «نواقض الإسلام»: «ولافرق في جميع هذه النواقص بين الهازل, والجاد، والخائف، إلا المكره, وكلهامن أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً؛ فينبغي للمسلم أن يحذرها،ويخاف على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه».. وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في شرحه لكتاب «التوحيد»: «أي أنه يكفر بذلك، لاستخفافه بجانب الربوبية والرسالة، وذلك منافٍ للتوحيد. ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئاً من ذلك، فمناستهزأ بالله، أو بكتابه, أو برسله, أو بدينه كفر، ولو هازلاً لم يقصدحقيقته الاستهزاء إجماعاً».اهـ فتبين من كلام هؤلاء العلماء وحكاياتهم الإجماع: أن من تلفظ بكلمة الكفر -ولو هازلاً-؛ فهو كافر, فما هو حال العامل بالكفر هزلاً؟ قال العلامة بن حجر الهيتمي -عفا الله عنه-: «وقد أجمع السلف والخلف على حكايات مقالات الكفرة والملحدين في كتبهم ومجالسهم، لبيانها وردها. وإن كان على وجه الحكايات والأسمار، والظرف وأحاديثالناس، ومقالاتهم في الغث والسمين, وهو الكلام الجامع لاختلاف الدلالات:حسناً وقبحاً؛ إذ الغث: الهزيل، ونوادر السخفاء، والخوض في قيل وقال، ومالا يعني, فكلُّ هذا ممنوع منه، وبعضه أشد في المنع والعقوبة من بعض. وقد سأل رجل مالكاً عمَّن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: كفر, اقتلوه. فقال: إنما سمعته عن غيري. فقال مالك: إنما سمعناه منك».اهـ «الإعلام بقواطع الإسلام» (2/385). وقد جاءت أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التحذير من الحلف بملةٍ غير ملة الإسلام, سواء كان الحالف كاذباً أو صادقاً. ففي الصحيحين- وغيرهما- عن ثابت بن الضحاك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال» الحديث. وفي سنن النسائي عن بريدة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً». صححه النسائي كما في «فتح الباري» (10/539)». «إيقاف النبيل» (ص67-70) [بتصرف].
6ـ مخالفة ظاهر القرآن بتحريفهم بعض تفاصيل القصَّة, والنقل عن الإسرائيليات واعتمادها بدل صحيح السنة: قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في أول تفسيره لسورةيوسف: «واعلم أن الله ذكر أنه يقصُّ على رسوله أحسن القصص في هذا الكتاب،ثم ذكر هذه القصة وبسطها، وذكر ما جرى فيها، فعلم بذلك أنها قصة تامةكاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التيلا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو مستدرك على الله، ومكمل لشيءيزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحاً، فإنَّ تضاعيف هذهالسورة قد ملئت في كثير من التفاسير، من الأكاذيب والأمور الشنيعةالمناقضة لما قصَّه الله تعالى بشيء كثير. فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصَّه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقل».اهـ قلت: مثال ذلك: في قوله -تعالى-: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ﴾ بيان أن أباه وأمه قد عاشا إلى نهاية الأحداث التي جرت معه كما هو ظاهر القرآن, ولكن الشيعة هنا مجاراة ومشابهة لليهود جعلوها في هذا المسلسل تموت وهو طفل صغير. قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: «قيل: كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة. وقال بعض المفسرين: فأحياها الله -تعالى-, وقال آخرون: بل كانت خالته ليا والخالة بمنزلة الأم. وقال ابن جرير وآخرون: بل ظاهرالقرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ, فلا يعوَّل على نقل أهل الكتابفيما خالفه. وهذا قوي والله أعلم». «البداية والنهاية» (1/251). ومن ذلك زواجه -عليه السلام- من امرأة العزيز, وعودتهاشابَّة بعدما شاخت وكبرت! وردُّه بصرها عليها بعدما عميت! وهذا كلُّه محضإسرائيليات لا تقابَل بالتَّسليم عند أولي العقل السليم. ومن المعلوم أنَّ أخبار نبي اللهيوسف -عليه السلام- لا مجال لمعرفتها إلا بنصوص الوحي, أو عن طريقالإسرائيليات, ولا شكَّ أن أكثر نصّ المسلسل مستقىً من الأخيرة, ومنعقليّة المخرج أو المؤلف للسيناريو! اللَّذَين لا يصلحان أن يعتمد عليهما في معرفة الغيوب.
7ـ الآثار السَّلبيَّة لهذا المسلسل على المشاهدين: وذلك في بقاء صورة هذا الممثِّل ملتصقةً باسم هذاالنبيِّ أو ذاك المَلَك وعالقةً في ذهن المشاهد, فإذا ذكر نبيُّ الله يوسفبعد ذلك, أو مرَّ اسمه على سمع من شاهد المسلسل, أو قرأ السورة في القرآن,أوَّل ما يتبادر في الذهن الممثِّل الإيراني الرافضي الذي شاهده! وكفىبذلك تنقُّصاً وازدراءً لشخص هذا النَّبيِّ من جهة, ومسخاً لعقل وتصوُّرالمشاهد المسلم من جهة أخرى. ثم ما هي الآثار الإيجابية لهذا المسلسل في نصرة الإسلام والمسلمين؟! وما النَّصر الذي حقَّقه في رفع راية الدين؟! وهل رأينا الناس -على إثره- يدخلون في دين الله أفواجاً؟!!! بل إنهم يَصدُق عليهم -تماماً- كلمة شيخ الإسلام -رحمه الله-فيحقِّ أمثالهم-: «لا للإسلام نصروا, ولا لعدوِّه كسروا؛ بل كان ما ابتدعوهمما أفسدوا به حقيقة الإسلام على من اتَّبعهم؛ فأفسدوا عقله ودينه,واعتدوا به على من نازعهم من المسلمين, وفتحوا لعدوِّ الإسلام باباً إلىمقصوده». «مجموع الفتاوى» (5/544). بل وجدتُ أَنَّ تمثيل هذا الممثل لدور يوسف -عليهالسلام- أثر على شخصه هو أيضاً, فقد صرَّح في مقابلته -المذكورة سابقاً-:أنه صار يخالجه اعتقاد مواقف النبوة, ويحسُّ إحساساً غريباً أنه يخرج عنطوره الذي هو فيه, فلربما كان ذلك يشبه الإحساس بنبوته, واستشعاره المواقفالتي مرَّ بها نبي الله يوسف, وبكائه عند كل موقف! وكذلك ذكر قضية العشق الإلهي والفناء في حب الله!! فهذا من نتائج وثمرات هذا المسلسل على الممثل نفسه,وربما شاركه غيره من الممثلين بما ذكر, فكيف بملايين المشاهدين أيضاً؟! ماهو الشعور الذي يخالجهم عند مشاهدة المسلسل؟ ربما تأتي لحظات على المشاهدوهو يعتقد أن من يراهم من ممثلين فسقة هم حقاً الأنبياء, والملائكة,والصالحون, وكفى بذلك تشويهاً, وتغييراً لتصور المسلمين, واعتقادهم.
8ـ تمثيل النساء وظهور العورات: وهذا أمر لا بد منه في مسلسلهم حتى يكون له تأثير,ويلقى رواجاً عند عامة الناس, ومن استحلَّ تمثيل الأنبياء والملائكة, فغيرمستغرب منه أن يستحلَّ تمثيل النساء, ليَظهرن بمفاتنهن أمام الناس علىالشاشات.
9ـ أصوات الموسيقى والمعازف في المسلسل: ولا شكَّ أن المعازف محرَّمة في شرعنا الحنيف باتفاقالأئمة الأربعة وغيرهم من علماء الإسلام, حتى ولو كانت معازف دينيَّة!-كما يقولون اليوم-! وما خفي كان أعظم...
* الخلاصة: يحرم تمثيل الأنبياء -عليهم السلام- بحال من الأحوال,ويجب على المسلمين -كل المسلمين- احترام أشخاص أنبياء الله ورسله, وعدمانتقاصهم, أو التقليل من قدرهم, فذلك كفر دون شك, وتمثيل أشخاصهم من قبلبعض فُسَّاق الممثلين هو أحد أبواب الانتقاص والإهانة لهم, ومن هؤلاءالأنبياء الذين انتُقِص من قدرهم؛ نبي الله يوسف -عليه السلام-, وذلك في تمثيل الشيعة إياه في مسلسلهم الذي فتنوا به الناس, ومعه والده يعقوب -عليه السلام-,إضافة إلى تمثيل الملكَين: جبريل وملك الموت -عليهما السلام-, وغير ذلك منالمنكرات, ولا شكَّ أن الرضى بذلك أو مشاهدته يعتبر إعانةً لهم علىالضلال, وفاعل ذلك يعرض دينه وعقيدته لخطر عظيم, خاصّةً وأن الروافضيحاولون تمرير بعض عقائدهم وإثباتها في هذا المسلسل التَّضليلي بشكل واضح. وعليه؛ فيحرم مشاهدة هذا المسلسل, أو شراؤه, أواقتناؤه, أو عرضه وبثُّه لعوام النَّاس, صيانةً لجناب الأنبياء, وحمايةًلحمى الدين, وتعظيماً لرب العالمين. والله -تعالى- أعلى وأعلم..
والحمد لله رب العالمين
منقـــــــول
| |
| | | أشواق
| موضوع: رد: التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام الإثنين ديسمبر 24, 2012 2:24 pm | |
| | |
| | | | التحذير والاعلام بمسلسل يوسف عليه السلام | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |