الدرس السابع
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
المراهقة والاصدقاء
اهمية اختيار الصديق فى مرحلة المراهقة
قال تعالى { "الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ "}
وقال صلى الله عليه وسلم ((المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ))
وقال (( من أراد الله به خيرا رزقه خليلا صالحا إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه ))
قال بعض العلماء : لا تصحب الا احد رجلين .. رجل تتعلم منه شيئا من امر دينك فينفعك او رجل تعلمه شيئا فى امر دينه فيقبل منك والثالث اهرب منه
وقال جعفر الصادق رضى الله عنه : لا تصحب خمسة
الكذاب .. فإنك منه على غرور وهو مثل السراب يقرب منك البعيد ويبعد منك القريب
والأحمق ..فإنك لست منه على شئ يريد أن ينفعك فيضرك
والبخيل .. فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه
والجبان .. فإنه يسلمك ويفر عند الشدائد
والفاسق .. فإنه يبيعك بأكلة أو أقل منها
وقال المأمون : الاخوان ثلاثة
احدهم .. مثله مثل الغذاء لا يستغنى عنه
والآخر .. مثل الدواء يحتاج إليه فى وقت دون وقت
والثالث .. مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط ولكن العبد قد يبتلى فيه
وهو الذى لا أنس فيه ولا نفع
علميه معايير اختيار الصديق
المؤمن بالله
البار بوالديه
المؤدى لعبادته
الصادق النصيحة
الامين كاتم الاسرار
صاحب الأخلاق الفاضلة فى المعاملة
الناجح المتقن فى عملهالمشاركة فى اختيار اصدقائه
ضرورة اختيار الابن لأصدقائه فى ضوء المعايير المتفق عليها
التعرف الجيد على أسرة اصدقاء الأبناء
الاستماع الجيد للأبناء حول آرائهم فى اصدقائهم ومناقشتهم حواراتهم ، وهذا يتطلب تعويد الابناء على المصارحة وعدم الحجر على آرائهم
مدح الأصدقاء المتميزين خلقيا وعلميا بشرط اختيار الابن لهم ( هذا افضل )
حسن استقبال أصدقاء الابن فى البيت ليتم التعرف عليهم بصورة جيدة
انت اصدق صديق لابنك
اعطيه وقتا لتسمعه فيه
استشيريه فى الامور البسيطة لتعويده الشورى
اجعلى نفسك صديقته الاولى
علميه معنى الصداقة ( الصراحة ..الشورى .. الحاجة للحوار .. الحب .. الاحترام .. الامانة .. )
نمى فيه التفكير النقدى ( اعطيه معطيات واجعليه يستخرج الحلول )
اجعليه يشعر أنك محتاجة الى صداقته
الصداقة فى سن المراهقةعاصفة تماما وعميقة جدا واحيانا قصيرة جدا
فالمراهق مع تغيراته الفسيولوجية والنفسية يهتم بالانتماء الى شلة من الاصدقاء وهم عادة من نفس الجنس ، وتزداد أهمية الأصدقاء به وتكوين علاقات وحيدة معهم ، ومن الصعب أن يتخلى عن أصدقائه وزملائه الذين يضع فيهم الثقة التامة فيفضى إاليهم بما يدور فى نفسه من خواطر وافكار ومشاعر ، ويعبر لهم بكل حرية عن خططه وآماله ونزعاته ، وهو بدوره يهتم بكل ما يقولون ويحاول أن يتوحد معهم
ان المراهق فى هذه المرحلة يعتمد أنه لا يجد فهما كافيا من الكبار الذين يحيطون به ، وان هناك فجوة ثقافية ونفسية واجتماعية بينه وبينهم تقف حائلا دون ان يفهموه فهما حسنا
ولان المراهق اصبح يشعر بأنه كبير فإننا نجد أنه إذا اختلف مع أصدقائه فإنه لا يهرع شاكيا لأهله ولكنه يحل مشكلاته معهم بنفسه ، والمشكلات بين الاصدقاء الاولاد اكثر منها بين البنات لان البنات صداقتهن اعمق وعلاقتهن أكثر ارتباطا
والخلافات بين الأصدقاء فى هذا السن احيانا ما تكون بلا سبب كبير والمعارك مع الاصدقاء قد تكون احيانا ضد صفة ( كذب .. غش ..جشع ) او تصرف ( مزاج ثقيل .. كلام جارح ) ورغم ما قد يصيب المراهق من جرح لعواطفه وغروره الا أنها تعلم المراهق تحمل اظللم النفسى ومعايشته كتدريب على ما سيقابله فى حياته مستقبلا
إن المراهق المرتبط بأهله يصبح له صداقات صحيحة مع زملائه من نفس الجنس كوسيلة للخلاص من ارتباطه بالأهل
وهذه المحاولة للاستقلال قد تغضب الأهل أو تشعرهم انهم غير مطلوبين ، دون ادراك ان عواطف المراهق تتحرك فى اتجاهات مختلفة متناقضة بسرعة كبيرة ،فمن حب شديد وتعلق بالوالدين الى غضب شديد منهما لأمر أصداراه أو تحذير منهما إلى شعور بالذنب لهذا الغضب
وهذه العواطف المتبادلة يجب أن يضعها الأهل فى اعتبارهم عند معاملتهم للمراهق وأصدقائه
الصداقة عموما لها أهمية كبيرة فى حياة المراهق وفى ثقته بنفسه فهى تعطيه ذلك الاحساس بحب الناس له وهو مطلوب ومرغوب لذاته
والمراهق فى ذلك يقلد الأهل فى صداقتهم وتعاملهم مع أصدقائه انفسهم وحتى لو كان يعترض على تصرفات الأهل أو ينتقدها لهم فإننا نجده يتصرف نفس التصرفات مع أصدقائه ، ولذلك يجب ان تكون تصرفات الأهل أمام المراهقين على أفضل مستوى وبالطريقة التى برغبون فى أن يتصرفون بها
ويجب ان يلاحظ اختلافه مع أصدقائه فمن الخطأ ان يؤخذ جانب الابن دايما والوقوف فى صفه بغض النظر عن مسئوليته فى هذه الخلافات وهل هو على حق فى تصرفاته ام لا
ولكن يجب ان تكون تصرفات الأهل الى جانب الحق ومواجهة المراهق برأيهم وشرح موضع الخطأ وبذلك يهيأ نفسيا لتكوين الشخصية التى سيواجه بها المجتمع بحيث يجب الا يحس أن خلافاته مع أصدقائه مأساة ضخمة وإنما هى احدى مشكلات الحياة اليومية
الدوافع الكامنة وراء اختيار صديق
الاحساس بضرورة الزمالة لان الصديق يسرى عن النفس ويدخل البهجة والسرور بمشاركته وتفاعله مع صديقه من خلال أفكاره وخبراته ونشاطه ومشاركته الفعالة
وجود ميول مشتركة وهنا يبدأ التعاطف والتناغم .. لان الميل المشترك سواء كان لعبة رياضية او عمل فنى او غيره يوجد رابط بين الناس وبطبيعة الحال يعمل الأصدقاء معا لتحصيل اهداف مشتركة حيث يجمعون طاقاتهم وهواياتهم فى اعمال تعبر عن تفاعلهم وتبرز طاقاتهم وقدراتهم
الاستعداد للعطاء والتعاون من اهم الملامح السلوكية التى تعمل على تكوين الصداقة وتدعيمها فهناك من الأصدقاء من يلم به مرض فعلينا أن نعلمه فن التعاطف من خلال عيادتنا له فيشعر بالبذل والعطاء
المشورة والاستفادة من الخبرة الملائمة من الامور المهمة فى امر اختيار الأصدقاء ، فيعرف المرء من صديقه ان اختيار الصديق لا بد ان يعتمد على الاستفادة المعنوية وتقديم المشورة الصادقة والنصيحة المخلصة لكى تتم الافادة وتدعيم اواصر المحبة
الحرص على ان يكون الصديق متقدما ومتفوقا وهنا يتجلى الحب والصدق فى الصداقة .. حيث يفرح الصديق الحميم بما يحرزه صديقه من تقدم وارتقاء ، بل هو قوة دافعة لصديقه لكى يحرز هذا التقدم فلا خير فى صديق لا يتمنى لصديقه كل التقدم والازدهار
ليس من الضرورى ان يكون الصديق نسخة طبق الاصل من صديقه لان هذا التطابق أمر عسير ولكن تكون هناك عوامل مشتركة نختار على ضوئها الأصدقاء ، فنعجب بصفات نفخر بأنها متوفرة لدينا ، ونسعد عندما نجد الهوايات مشتركة او الاذواق متجانسة او التطلعات للمستقبل واحدة
الحرص على التشابه فى مبادئ الحياة والمعايير الخلقية .. فنحن فى حاجة ماسة الى أن تكون المبادئ الدينية والمعايير الاخلاقية سياجا واقيا لتدعيم أواصر الصداقة
مشكلة المراهق مع الأصدقاء
الصداقة الصحيحة والسيئة
ينسب الأهل بحكم حبهم لابنهم المراهق كل التصرفات التى لا تعجبهم الى أصدقاء السوء ، لانه فى نظرهم ما زال الطفل او الطفلة منذ سنوات مضت ولا يسأل الأهل انفسهم لماذا ينقاد الطفل ويتأثر بالصحبة السيئة ؟لماذا يطيع أفكارهم الشريرة ؟ والواقع أن كل المراهقين متمردون بطبيعة نموهم
والتصرفات السيئة التى لا تعجب الوالدين إنما هى صورة من صور التمرد ، واذا وجد المراهق نفسه ضمن مجموعة من الاصدقاء تشجعه وتعطيه المساندة بل الإعجاب بأعماله الجريئة ( فالغش براءة .. والسرقة فهلوة .. واضطهاد الأطفال الصغار فتوة .. ومعاكسة البنات فتاكة .. والتدخين رجولة ..)
فالمراهق الذى يستمع الى والده وهو ينصحه بعدم الغش فى الامتحان وهو يرى ان ذلك التاجر مثلا يباهى بغشه للزبائن لا يمكن ان يقتنع وغيرها من الامثلة فما فائدة الحلال والحرام والنعيم والجحيم وهو يرى عكس ذلك من اقرب الناس اليه
القدوة وصدق القول والفعل هو مفتاح قلب المراهق
واعلمين انك انت وابيه غير مصدقين.. وغير محترمين.. ومفقود الثقة بكم اصلا.. وغير معتبر بكم اذا لم يصدق قولكم فعلكم
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ }
:قلوب فواصل:
حبيباتى انتهى درس اليوم والى لقاء ان شاء الله تعالى
والى ذلك الوعد علينا بالتطبيق التالى
1- اعجب بابنى المراهق
2- انه يعرف كتبى المفضلة
3- انه يعرف مجلاتى المفضلة
4- ابنى المراهق يعرف برامج التلفاز المفضلة لدى
5- وهو يعرف مواقع الانتر نت المفضلة لدى
6- انه يعرف رياضتى المفضلة
7- انه يعرف اصدقائى
8- انه يعرف الاشياء التى احب فعلها أكثر
9- انه يهوى معانقتى
10- انه يقدر آءائى
11- انه يتسم بالمرونة معى
12- عادة ما يقول لى نعم مالم يكن هناك سبب وجيه لقول لا
13- ابنى المراهق يقدر ما احبه وما لا احبه
14- يتقبل حقيقة ان لدى معرفة اكثر منه ببعض الاشياء
15- بمقدوره الاعتراف بانه يخطئ احيانا
16- بمقدوره الاعتراف لى بخطئ
17- بمقدوره الاعتراف بانه ليس دائمان الاكثر دراية
بخصوص تطبيق الدرس السادس يجمع على هذا التطبيق وتحسب الدرجة كتالى
اذا كانت من 37:27 فإن بينكم علاقة تواصل رائعة ويفهم كل منكما الاخر وهى علامة طيبة على حسن التعامل بينكم
من 17: 27 هناك تواصل ولكن هناك حاجة لفهم كل منكما الاخر بشكل افضل تحتاجون الى المصارحة واستيعاب كل منكم للاخر
من 1: 17 اعتقد ان الامر يحتاج الى مجهود لكسر حواجز الصد بينك وبين ابنك المراهق
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ووفقنا لما يحب ويرض :قلوب 2: